responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 135

***

قلت: فكيف نعرف هذه الطريق، ونتأكد من وجودها؟

قال: هذه الطريق لا يفهم إلا بالتجربة، وإن لم تحصل بالذوق لم تحصل بالتعليم.. والواجب التصديق بها حتى لا تحرم منها.. ومن لم يبصر لم يصدق، كما قال تعالى :﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) (يونس:39)، وقال :﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ)(الاحقاف: من الآية11)

قلت: فكيف تتسنى لي التجربة؟.. ها أنذا بين يديك، فسد عني أبواب هذه الشكوك التي تكاد تقتلني؟

قال: لابد أولا من أن تخلص المجاهدة والرياضة، وتتخلص من يد الشهوة والغضب والأخلاق القبيحة والأعمال الرديئة.. فإن معرفة الله كنز ثمين، وجوهر طاهر، وهي لا تحل إلا بأصحاب العقول والقلوب الطاهرة.

قلت: فهبني فعلت ذلك.. فما أفعل بعده؟

قال: حينها تتوجه إلى الله.. وتفتح عين الباطن وسمعه، وتردد بكل شوق: (الله - الله – الله).. وحينها سيفتح فضل الله عليك.. ويكشف عن عقلك وقلبك الحجب لترى الحقائق واضحة لا تحتاج أي دليل يدل عليها.. وهل يحتاج النهار إلى دليل؟

عندما قال لي هذا، رحت أصحبه، وأمارس كل ما يطلبه مني من أنواع الرياضات.. وقد فتح الله علي بسبب ذلك من غير أي معاناة.. بل أضاف لي من فضله من الأذواق والمواجيد ما لا يساويه أي نعيم من نعم الدنيا.

***

بعد أن حكى لي تلميذ الغزالي حكايته هذه شعرت بشوق عظيم للقيام بنفس التجربة

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست