responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 84

لن أحدثكم عن هذا الآن، فما اجتمعنا هنا لنناقش مثل هذه المسائل، ولهذا سأدخل في صلب الموضوع.. وهو موقفي من الله.. والذي تأسست عليه كل مواقف حياتي، فلو كنت أعرف الله، وأؤمن به، وأقدسه، وأعرفه حقه، لما كنت الآن بينكم.

لقد اختصرت موقفي الحاقد من الله في قولي: (وهل باستطاعتنا أن ننكر أن الإله الذي مات في أوربا بدأ يحتضر في كل مكان تحت وقع تأثير المعرفة والتقدم الصناعي والمناهج العقلية في تقصي المعرفة والاتجاهات الثورية في النمجتمع والاقتصاد؟)!! [1]

هل رأيتم كيف رحت أنادي بما نادى به (نيتشه) من موت الإله.. وهل رأيتم القياس الفاسد الذي استعملته، والمغالطة الجدلية التي يحتوي عليها.. فأي علاقة للتقدم العلمي، والمناهج العلمية، والتقدم الصناعي، والمناهج العقلية في تقصي المعرفة.. وأي علاقة للاتجاهات الثورية في المجتمع والاقتصاد بذلك..

لقد كنا نتعمد خلط أمثال هذه العبارات وحشرها في كل مكان، ومع كل مناقشة، للتمويه والتضليل، وكأن التقدم العلمي والصناعي للإلحاد وحده، وليس للإيمان، مع أن الدنيا جميعها وما فيها من ماديات قد كانت وما زالت ولن تزال حتى تقوم الساعة للمؤمنين والكافرين وغيرهم على سواء، ضمن سنن الله الثابتة التي لا تتغير، وهي مجال مفتوح لكل الناس، إذ يمتحن الله بها إرادتهم وسلوكهم في الحياة، ليبلوهم أيهم أحسن عملاً.

لم أكتف بذلك، بل رحت أحاول بمغالطة أخرى استعملها كل الملاحدة، وفي كل العصور أن أقضي على أساس الدين، وهو وجود الله، وطرح ذلك التساؤل الأبله [إذا كان الله قد خلقنا وخلق العالم من حولنا فمن خلق الله؟]

لقد قلت معبرا عن ذلك: (عندما تقول لي: إن الله هو علة وجود المادة الأولى التي


[1] كتاب نقد الفكر الديني ص 28.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست