responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 83

لم أكتف بربط الدين بالانتكاسة التي حصلت عام 1967.. وإنما رحت بكبريائي أربط بين الدين والجهل.. وأعتبر العلم مناقضا للدين .. بالرغم من أن الإسلام يحث على طلب العلم، ويؤكد على التوافق والتناسق بين العلم والدين.

لكنني كنت أرفض ذلك، وأقول: (النظرة الإسلامية نظرة غائبة تعتمد في تفسيرها لطبيعة الكون على العلل الغائبة والأهداف السامية وعلى مفاهيم أخلاقية مثل الحق والعدل، فهي لا تنسجم مع النظرة العلمية التي تسود العالم المعاصر وثقافته)[1]

لقد كنت بقولي هذا أقابل النظرة الإسلامية بما سميته [النظرة العلمية في تفسير طبيعة الكون]، وأنا أقصد من [النظرة العلمية] ذلك النتاج العقلي الوارد إلينا من المجتمعات الغربية، باعتباره نتاجا غير قابل للمناقشة والمراجعة والمواجهة النقدية..

قلت ذلك لأعزل الوحي الذي هو منحة الله لعباده لتحصيل المعرفة الصحيحة بالعالم الغيبي، ذلك أنه لا يمكن إدراك حقائق ذلك العالم من دون اتصال الله بعباده، وإخباره عما غاب عنهم، وعما يراد منهم وبهم.

وليس في ذلك أي مناقضة للعقل، ذلك أن برهان العقل هو الذي دلنا على أن ما يخبرنا به الرسول عن طريق الوحي صدق وحق..

والمشكلة التي كنت أعاني منها كما كان يعاني منها أكثر التنويريين هو تصورهم أن منهج البحث عن الحقيقة واحد مع أنه يختلف باختلاف الموضوع المراد البحث فيه.. فكل وسيلة صحيحة تعطينا صورة صادقة عن الواقع والحقيقة هي وسيلة يجب الاعتماد عليها والثقة بها في تحصيل المعرفة، والمرجع الأول والأخير دائماً هو الواقع، وبالواقع تقاس النتائج.


[1] كتاب نقد الفكر الديني ص 37.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست