هل رأيتم المدى الذي وصل إليه كذبي
وتزويري للحقائق؟ فما علاقة الإسلام بالهزيمة؟.. وهل الهزيمة هي التي تحدد صوابية
الحقائق أو خطأها؟ .. وهل هناك مذهب في الدنيا تحققت له الانتصارات الدائمة؟ .. وهل
الانتصارات هي علامة الحقانية؟
ثم إن المعركة مع إسرائيل كانت باسم
القومية العربية، لا باسم الإسلام.. وجميع الأنظمة تبرأت من الإسلام خوفا من الحرب
الدينية..
لقد رد بعضهم علي حينها يقول: (يدعى
الدكتور العظم أنه يثور على الدين لأجل ثورة فلسطين.. ولكن ما هي علاقة الموقف
الثوري بالصوم والصلاة؟.. أمن الضروري أن نخسر فلسطين إذا صمنا وصلينا، ثم أمن
الضروري أن نسترجع فلسطين إذا كفرنا وألحدنا؟)[2]
ورد علي حينها آخر بقوله: (ببالغ من
التزييف الوقح بدأ الملحدون من أجراء صانعي الهزيمة العربية في عام 1967م يحمِّلون
الدين وزور الهزيمة التي اصطنعوها، وكانوا قبل المعركة
وفي أثنائها قد عزلوا الدين عزلاً كلياً عن جميع ساحاتها، حتى لم يبق له صوت ولا سوط يرتفعان، ثم يقولون: إن سبب الهزيمة هو وجود رواسب من الذهنيات الدينية الغيبية الاتكالية عند
الثوريين الذين قادوا المعركة)[3]
والعجيب أنني وأصحابي من الملاحدة،
والذين علقنا الهزيمة على الإسلام، لم ننبس ببنت شفة بالحديث عن حرب رمضان عام
1973م، والتي أظهرت لي، وللناس جميعاً ما للعقيدة من تأثير كبير في تحقيق النصر..