responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79

تعرفونني، وأنني لم يتح لي ما أتيح للقصيمي أو لمسلييه من العيش في جو ديني.. فأبي، وهو من أصل تركي، كان من العلمانيين المعجبين بتجربة كمال أتاتورك في تركيا[1] .. ولهذا نشأت في جو علماني متحرر، لا يعرف أحكام الدين، ولا يهتم لها، ولا ينفذها.. لم يكن أحد حولي يصلي أو يصوم.. بل كانوا يسخرون من الصلاة والصوم.. ويعتبرون التدين رجعية، ويعتبرون الإلحاد تنويرا.

بعد أن شببت عن الطوق رحت أدرس الفلسفة، وكانت رسالتي للأسف عن الفيلسوف (كانط).. ليتها كانت عن الغزالي أو ابن سينا أو فولتير.. ولم تكن عن كانط.

لقد رحت أحفظ كتابه (نقد العقل الخالص) عن ظهر قلب.. وكان هو السند الذي اعتمدت عليه في فكري المعادي للدين ولله [2].. ففلسفة كانط شكلت خطوة مهمة في توجهي نحو الإلحاد..

لقد وجدت في نقده للعقل الخالص نقدا مهما لقدرات العقل، وإبعاده عن الانشغال بالدين، وبما وراء الطبيعة.. ذلك أنه انطلق من فيزياء نيوتن الموغلة في الحس، فخلص إلى الحد من مجال العقل.

لقد رحت من خلال دراستي لكانط أميز بين الظاهرة، والحقيقة.. وانتهيت إلى أن العقل البشري محصور في قدرته المعرفية على عالم الظاهر، ولا يمكن أن يبحث في حقائق الأشياء، ولا يحق له أن يسأل عنها، ولا عن مصدرها.

لم أكن وحدي في ذلك التأثر بكانط، فقد استثمر هذه الفكرة كل الفلسفات الناقدة للدين.. فهي جميعا تبشر به، وتوظفه على نحو مغاير لمقصوده هو نفسه.


[1] المعلومات المذكورة هنا عن حياته من كتاب [حوار بلا ضفاف]، وهو حوار أجراه معه صقر أبو فخر.

[2] استفدنا المادة العلمية المرتبطة بكانط وفلسفته وأثرها في الإلحاد من حوار بعنوان [مع الإلحاد من منظور فلسفي] مع الدكتور الطيب بوعزة، حاوره: مركز نماء للبحوث والدراسات، بتاريخ: 7/19/2012.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست