اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 347
قال آخر: ألا ترى ـ مستر هوكنج ـ أنك تتناقض
في كلامك.. فمرة تذهب إلى أن الكون خلق من العدم، ثم لا تلبث حتى تعود لتحدثنا عن
زمن خيالي، وقوانين، ومن ثم تموجات الكوانتم، ولا أدري كيف نسمي كل هذا عدما؟ ..
اسمح لي مستر هوكنج أن أذكر لك بأن كلامك هذا ليس خطأ فقط، بل هو متناقض أيضا..إلا
إذا كنت تقصد أن فراغ الكوانتم ليس عدما.. لكن مع ذلك من أين أوجدته؟.. وكيف أوجدته؟
قال آخر: أنت تعلم جيدا ـ مستر هوكنج ـ
أن وجود الأكوان المتعددة أمر خرافي أو في أحسن أحواله ميتافيزيقي لا يمكن إثباته
أو اختباره.. ولذلك فهو طرح فلسفي مجرد من أي دليل علمي.. هذا الكلام ليس من
عندنا.. بل درسناه عند زميلك البروفسور [جون بولكنجهورن]، وهو من كبار علماء
الفيزياء النظرية، فقد قال لنا: (إن الأكوان المتعددة ليست فيزياء، إنها في أحسن الأحوال
فكرة ميتافيزيقيه، ولا يوجد سبب علمي واحد للإيمان بمجوعة من الأكوان المتعددة.. إن
ماعليه العالم الآن هو نتيجة لإرادة خالق يحدد كيف يجب أن يكون)
قال آخر: فلنسلم لك جدلا ـ مستر هوكنج ـ
بما ذكرت .. ألا يدعو هذا إلى التساؤل عن المصدر الذي وجد به هذا النظام المغلق
الذي تزعمه.. فمهما كانت الآلية أو القانون أو الطاقة أوالميكانيزم أوالتموج أو
النظام أوالشيء.. فإن هذه جميعا يستدعي وجودها وجود خالق..
قال آخر: ألا ترى ـ مستر هوكنج ـ أن الإيمان
بمعجزات الأنبياء التي تسخر منها أيسر وأقرب للعقل والمنطق مما تطرحه.. فأنت تذكر
أن تناسق الكون ونظامه البديع ليس دليلا على الخالق، بل مجرد صدفة ضمن الاحتمالات
العديدة.. وكلامك هذا يعني أن مليارات المليارت المليارات من الصدف تتآلف وتتآزر كل
حين لصالح الإنسان.. فأي عقل يقول هذا؟ .. إنها نفس عقلية التطوريين التي ترى أنه
يمكن لقرد يجلس على كمبيوتر أن يخرج
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 347