اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 344
لاشيء.. ليس لازما أن نقحم إلها ليبدأ
عمل الكون)[1]
ولأجل تحقيق هذا، فقد فرضت أن تموجات
الكوانتم[2]
(تؤدي إلى خلق أكوان متعددة بأعداد كبيرة لا يدركها العقل البشري، بعضها سينكمش
على نفسه وينهار على نفسه وهو في مرحلة ميكروسكوبية ضئيلة.. ولكن غيرها الكثير سيتكون
ويكبر، وبالتأكيد سيصادف في أحدها وجود بيئة وقوانين تصلح لتطور الكون إلى ما هو
عليه، ومن ثم نشوء الحياة وتطورها كما حدث في حالتنا، وعليه فوجودنا ليس معجزة بل
مجرد أحد الإحتمالات الحادثة في الأكوان المختلفة)
وعندما سألني بعض الطلبة في بعض الجامعات
عن معنى قولي هذا راحت أشرح لهم قائلا: (سيستعير الكون الطاقة اللازمة لخلق المادة
من قوي الجاذبية.. وبالطبع كلامي مجرد نظرية أو فرض لايمكن اختباره، وقد تدعمه
المشاهدات، لكن بالطبع لن يمكنها إثبات صحته.. إننا نعلم تماما أن بداية الكون
والزمان الحقيقي هو الانفجار الكبير، وعليه فما قبل الإنفجار الكبير هو شيء خارج
نطاق قوانين الفيزياء..ولكن لنفرض أن هناك زمن خيالي كان قبل الإنفجار الكبير،
ولنفرض أن الكون في هذا الزمان الخيالي مغلق على نفسه فهو محدود، ولكن لانهاية له
أو حد تسقط خارجه (مثل سطح الكرة).. في هذه الحالة نستطيع تطبيق قوانين الفيزياء
(كقانون الجاذبية)[3]
لقد كان كلامي هذا مجرد محاولة يائسة، لإحياء
(نظرية الكون الثابت) أو سرمدية الكون مرة أخرى.. وقد كانت تلك الفرضية التي
طرحتها محل تساؤلات كثيرة من الطلبة إلى درجتي خرجت من القاعة، وأنا ألعن عقولهم
التي تتحدى عقلي..