اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 343
فمبدأ الأكوان المتعددة من الممكن أن
يفسر دقة القوانين الفيزيائية بدون الحاجة لوجود خالق سخر لنا الكون، فبسبب قانون
الجاذبية فالكون يستطيع ويمكنه أن يُنشيء نفسه من اللاشيء، فالخلق الذاتي هو سبب
أن هناك شيء بدلا من لاشيء، ويفسر لنا لماذا الكون موجود، وكذلك نحن)[1]
أنتم تعلمون أن الحيلة التي اعتمدتها لذلك
هي التعلق بما يطلق عليه [الأكوان المتعددة]، وهي تشبه إلى حد كبير ما قام به
أصحاب نظرية التطور في علم الأحياء من استبدال (الخلق) بالتطور الصدفي والعشوائي
في الكائنات الحية.
ولأجل إثبات هذا النوع من الصدفة افترضت في
كتابي [التصميم العظيم] وجود 10 أس 500 كون [ أي 10 وأمامها 500 صفر] كون، لأهرب
من الاعتراف بالإله الذي آمن به من سبقني من كبار الفيزيائيين كنيوتن وأنشتين
وماكس بلانك وغيرهم.
أكل بعض القاذورات بهدوء قاتل، ثم قال:
لقد كان هدفي الأكبر من كل ذلك هو الهروب من فكرة البداية الكونية، بأي شكل،
ولهذا، فقد صرحت في كتابي [الكون في قشرة جوز]، فقلت: (إن الفيزيائيين ينفرون
غريزيا من فكرة أن يكون للزمان بداية أو نهاية)[2]
وبذلك فإن طروحاتي في هذا المجال لا تعدو
طروحات رغبوية مزاجية لا علاقة لها بالعلم ولا بالمنهج العلمي.. فدور العلم أن
يكتشف الحقيقة كما هي في الواقع لا أن يفرض عليها قناعاته.
من طالع كتابي [التصميم العظيم] الذي
بثثت فيه هذه الأفكار، سيدرك لا محالة هذا المنهج الذي كنت أكتب به.. لقد قلت فيه
مثلا: (طالما يوجد قانون كالجاذبية، فالكون يستطيع، وسيقوم بخلق نفسه من لاشيء.. الخلق
التلقائي هوسبب وجود شيء بدلا من
[1] مختصر تاريخ الزمن، ستيفن هوكينج،
الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة القراءة للجميع، ص 165.
[2]
الكون في قشرة جوز، النسخة العربية، طبعة عالم المعرفة صفحة 35.
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 343