اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 334
قال آخر: بل لا يوجد عندهم براهين
تجريبية حول ظهور الحياة.. ولا على قدرة الطفرات على التلاعب بالشيفرة الوراثية
بالدمج والإنقاص والزيادة لصنع شيفرات وراثية خلاقة وغير مسبوقة و مفيدة وبالمليارات.
قال آخر: اسمحوا لي أن أعطيكم مثالا
يدلكم على بطلان فكرة التطور المتدرج بقوانين الاحتمال.. فلنفرض أنه كان لدينا
عشرة ملايين نوع من الكائنات الحية.. لو أن كل نوع فقط تميز برمزين فقط من رموز
الشيفرة الوراثية، لوجب أن تظهر هذه الأنواع نتيجة الفوضى باحتمال إلى احتمال
يساوي حاصل ضرب رقم 2 في نفسه عشرة ملايين مرة.. أو 2 أس عشرة مليون.. وهو رقم
يتخطى الحد الكوني والمستحيل بملايين المرات.. ولكن الاختلاف هو أكثر بكثير من
رمزين فقط.
قال آخر: صدقت .. اسمحوا لي أن أذكر
مثالا آخر، يبعث السرور في قلوب التطوريين، ولكنه مع ذلك يهدم مذهبهم.. فلنفرض أن
هناك تقاربا بين جينات الشمبانزي والإنسان بنسبة 98.5 بالمئة.. التطوريون يذكرون
هذا، ويفرحون به.. وبعضهم يقول لك أن هناك كرموزوم 02 مدمج.. وبعضهم يشرح لك عن
مدى التوافق في كلا الجينات والتي تدل على الأصل المشترك ويقفون بكل نشوة، ويقولون:
إنها الأدلة الدامغة على التطور.. وربما لشغفهم أوبساطتهم أو لدهائهم يتجاوزون
قيمة الفارق بين جينات الإنسان والشمبانزي وهو واحد ونصف بالمائة..
فلنفرض جدلا صحة ما ذكروا.. هل تعلمون
كم يساوي الواحد والنصف بالمئة؟.. إنه يساوي اختلاف في 45 مليون رمز رقمي مزدوج في
الشيفرة الوراثية.. وهذا رقم مذهل.. فحتى تنجح الفوضى في تحقيق الضبط لهذه
الملايين الخمسة والأربعين، ويتحول الشمبانزي لإنسان نحتاج إلى احتمال مساوي لاثنين
مضروبة بنفسها 45,000,000 أو 45 مليون مرة، أي 2 أس 45 مليون.. وهو رقم يتجاوز
العدم والمستحيل والحد الكوني
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 334