اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 331
الفرضيات هي حقائق.. ففرضية الكون
المتعدد بكل الصور المفترضة إلى الآن هي مفهوم فلسفي افتراضي ليس له أي برهان رصدي[1] .
قال آخر: صدقت.. فالكاتب نفسه بعد عشرين
عاماً من هذا الكتاب، وفي كتابه [وهم الإله] يتراجع بكل بساطة عن هذا التوكيد،
ويذكر أنها مجرد [مقترح!][2]
قال آخر: صدقتما، فقد وضِعت هذه الفرضية
في محاولة للهروب من صدمة الفيزيائيين من يقينهم بأن احتمال ظهور نجم واحد كشمسنا
من الفوضى هو محال.. كيف لا، ومركب بروتيني طوله جزء من مليون جزء من الميليمتر لا
يمكن ظهوره من الفوضى ولو اجتمع الكون كله على ذلك، فقد قال [بول ديفيس] في كتابه [العوالم
الأخرى]: (إن ظهور الشمس نتيجة الفوضى تساوي واحد إلى واحد وأمامه مئة مليار مليار
صفر وهذا رقم معدوم بكل المقاييس)[3] .. أي أن ظهور الشمس من الفوضى هي احتمال واحد يقابله مجموعة احتمالات
تساوي واحد وأمامه ألف مليار مليار صفر.. وليس ألف مليار مليار احتمال.. لوجود
الله!
قال آخر: تلك الحقيقة تؤدي إلى أن الله
هو يقين مطلق، ولكنهم ـ لتعنتهم وكبريائهم ـ يرفضون ذلك جملة وتفصيلاً، ولهذا
يلجؤون للفلسفة والفرضيات التي لا برهان عليها للهروب من هذه النتيجة، ومن ثم
الإيحاء للسذج أن هذه الفرضيات عبارة عن حقائق علمية.. مع أنه ليس سوى منطق نفسي
وعاطفي وغير علمي.
قال آخر: لقد رأيت دوكينز في كتابه [وهم الإله] يتجاهل هذه النسب الاحتمالية ويضع القارئ بين خيارين.. إما الله.. وإما الأكوان المتعددة.. فيقارن بين يقين وبين فرضية!
[1]
انظر في الرد على هذه النظرية: مجلة العلوم عدد يوليو 2012 مقالة [الكون المتعدد]