اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259
وكنت أردد في كل المجالس:(إننا لا
نؤمن بإله، ونحن نعرف كل المعرفة أن أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبرجوازيين لا
يخاطبوننا باسم الإله إلا استغلالا)
وكنت أسجل في دفاتري وكتبي: (إن كل
فكرة دينية، أو فكرة عن الله، حتى التمادي بفكرةٍ عنه، هي قباحة لا يُنطق بها، وهي
أعظم خطرًا وأشد عدوى من أية عدوى كانت، فملايين الخطايا والأعمال القبيحة ومظاهر
الضعف والعدوى الجسدية، لهي أقل خطرًا من فكرة روحيَّة خدَّاعة عن الله)[1]
وكنت في خطاباتي التي يسمعها
الملايين أقول بكل وقاحة: (الدين هو أفيون الشعوب.. الدين نوع من الخمر الروحية
يُغرِق فيها عبيد الرأسمالية صفتهم الإنسانية ومطالبهم بأي حياة إنسانية كريمة)[2]
سكت قليلا، ثم قال: لن أحدثكم بلغة
الفلسفة التي حدثكم بها رفاقي في الشيوعية، فأنا ـ مع كوني فيلسوفا شيوعيا ـ كنت
أميل إلى تنفيذ أخلاق الشيوعية أكثر من الحديث عنها.. ولذلك سأحدثكم عن منجزاتي..
وهي منجزات طبيعية لشخص ملحد، ليس له ضمير، ولا عليه رقيب.
خلاصة تلك الأخلاق هي أنني ذهبت
أنشر الخراب في كل مدينة استولي عليها.. فلم يشهد التاريخ في أحقابه جميعا مثيلا
للمجازر التي أقمتها مع رفاقي للمسلمين، فعند قيام الثورة البلشفية وجهت مع ستالين
في (15/12/1917م) نداء للمسلمين قلنا فيه:(أيها المسلمون مساجدكم، صلواتكم،
أعيادكم، تقاليدكم في أمان، قوموا وساعدوا الثورة ضد القيصرية، لقد جاءت ساعة
خلاصكم)[3]
[1]
ريتشارد وورمبلاند، تعريب كريم خاشو، العذاب الأحمر ص 98.
[2]
ريتشارد كيتشام، ترجمة عزت فهيم، هذه هي الشيوعية ص 63.
[3] انظر: مجلة البلاغ الكويتية العدد
(478) نوفمبر سنة (1978م)
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 259