اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 254
الجمالية التي تملأ حياة الكادحين راحة
وطمأنية وأملا وسلوكا رفيعا.. رحت أحطمها لأحول من البشر مجرد حجارة قاسية لا
مشاعر لها إلا تلك المشاعر التي تتنزل عليها من وسائل الإنتاج.
لقد عبرت عن ذلك بقولي: (إن الأخلاق
التى نؤمن بها هى كل عمل يؤدى إلى انتصار مبادئنا مهما كان هذا العمل منافيا
للأخلاق المعمول بها)[1].. وقلت: (يجب على المناضل الشيوعى الحق أن يتمرس بشتى ضروب الخداع والغش
والتضليل، فالكفاح من أجل الشيوعية يبارك كل وسيلة تحقق الشيوعية).. وقلت: (إذا لم
يكن المناضل الشيوعى قادرا على أن يغير أخلاقه وسلوكه وفقا للظروف مهما تطلب ذلك
من كذل وتضليل وخداع فإنه لن يكون مناضلا ثوريا حقيقيا) [2]
ولم تتوقف جرائمي عند هذا الحد، بل رحت إلى
تلك العلاقة المتينة التي جعلها الله لأفراد الأسرة فيما بينهم.. والتي يتفق عليها
البشر جميعا، وعلى فطريتها.. بل إننا نجدها في الحيوانات نفسها.. رحت إلى هذه
العلاقة أستعمل كل الوسائل لتحطيم كل القيم التي تحفظها.
لقد قلت في كتابي [أصل الأسرة والملكية
الخاصة والدولة]: (ولئن كان ثمة أمر أكيد فهو أن الغيرة عاطفة نشأت فى عهد متأخر
نسبيا ،وهذا يصدق على مفهوم [المحرم]، لأن الأخ والأخت لم يكونا وحدهما يعيشان فى
الأصل كما يعيش الزوج والزوجة، بل إن العلاقات الجنسية بين الآباء والأولاد مسموح
بها أيضا لدى شعوب عديدة حتى اليوم، وقبل اختراع المحارم لم يكن الوصال الجنسى بين
الآباء والأبناء ليثير من الاشمئزاز أكثر مما يثيره الوصال بين أشخاص من أجيال
مختلفة، كذلك الذى يحدث فعلا اليوم حتى فى أكثر البلاد
[1]
عن كتاب اشتراكيتهم وإسلامنا، تأليف بشير العوف ص 36.
[2]
عن كتاب اشتراكيتهم وإسلامنا، تأليف بشير العوف ص37.
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 254