وقلت: (إذا كان التقدم الأول يتألف من
حرمان الآباء والأولاد من العلاقات الجنسية المتبادلة، فإن التقدم الثانى يتألف من
حرمان الأخوة والأخوات منها.. وقد حدثت هذه الخطوة بالتدريج، مبتدئة فى أقرب
الاحتمالات بحرمان الأخوة والأخوات الطبيعيين (أى من جهة الأم) من العلاقات
الجنسية، وذلك فى حالات متفردة فى أول الأمر، ثم أصبح حرمانهم بالتدريج هو القاعدة،
وتنتهى هذه الخطوة بتحريم الزواج حتى بين الأخوة والأخوات الأباعد)[2]
وقلت: (فى جميع أشكال الأسرة الجماعية
لا يعرف من هو والد الولد معرفة أكيدة، أما والدته فتعرف معرفة أكيدة.. وفى أغلبية
الحالات يبدو أن مؤسسة العشيرة قد انبثقت مباشرة من أسرة الشراء)
وقلت ـ عند حديثي عن المرحلة التالية من
مراحل تطور الأسرة الزوجية ـ: (فى هذه المرحلة يعيش الرجل الواحد مع امرأة واحدة، لكن
تعدد الزوجات والخيانة الزوجية يقللان من امتيازات الرجال، وإن لم يكن تعدد
الزوجات يمارس إلا نادرا لأسباب اقتصادية فقط، وفى الوقت ذاته يطلب من المرأة
الإخلاص التام طوال فترة العيشة المشتركة، فإذا زنت عوقبت بقسوة . غير أن رباط
الزيجة يمكن حله من قبل أى الطرفين، فيرجع الأولاد إلى أمهم كما كان الأمر فى
السابق) [3]
أما أحلامي بالأسرة المثالية التي
تنتجها الشيوعية، والتي تمثل آخر تطور للأسرة الإنسانية، فقد عبرت عنها في كتابي [المرأة
والاشتراكية] بقولي: (إن العلاقات بين الجنسين
[1]
أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة، ترجمة أديب يوسف ص 53.