responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 253

كتكملة، ولكن كذلك على نحو جزئى كشرك أو حتى كسبب، تصورات خاطئة عن الطبيعة)[1]

وهكذا رحت إلى نظرية التطور البيولوجية لأطبقها على الأديان من غير دراسة علمية لمحتوياتها.. فذكرت أن الأديان تطورت نتيجة تغير الأوضاع المادية والاقتصادية.. وأن الدين فى عهد الرق والإقطاع استغل لتخدير الكادحين حتى لا يشعروا بالظلم الواقع عليهم، ولتمنيتهم بنعيم الجنة تعويضا عن عذاب الدنيا.

هذا موقفي من الدين أما موقفي من الأخلاق، فإنني رحت أصارعها كما صارعت الدين، وكما صارعت كل القيم، وقد عبرت عن بعض صراعي لها بقولي: (وهكذا فإننا نرفض كل محاولة لإلزامنا بأية عقيدة أخلاقية مهما كانت على اعتبارها شريعة أخلاقية أبدية، نهائية، وثابتة أبدا، بحجة أن للعالم الأخلاقى أيضا مبادئه الدائمة التى تنهض فوق التاريخ وفوق الفوارق بين الأمم .. إننا ننادى على النقيض من ذلك بأن سائر النظريات الأخلاقية قد كانت حتى هذا التاريخ، فى آخر تحليل، نتاجا لأوضاع المجتمع الاقتصادية السائدة فى زمنها)[2]

وقلت: (وما دام المجتمع قد تطور حتى الوقت الحاضر ضمن التضادات الطبقية، فإن الأخلاق كانت على الدوام أخلاقا طبقية، فهى إما أن تبرر سلطة الطبقة الحاكمة ومصالحها، وإما أن تمثل ـ حالما تحوز الطبقة المضطهدة ما يكفى من القوة ـ التمرد على تلك العقيدة، ومصالح المضطهدين المقبلة فى الوقت نفسه)[3]

وهكذا قضيت بجرة قلم ـ أنا البرجوازي صاحب المشاريع الاقتصادية ـ على كل القيم


[1] نصوص مختارة، فردريك إنجلز، جمع جان كانابا، ترجمة وصفى البنى، ص 177 ـ 178.

[2] ضد دوهرنج، ص 114 ـ 115.

[3] ضد دوهرنج، ص 115.

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست