responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 241

نفى قاطع لوجود نقيضه.

لكن الفكر الذي ولدت في أحضانه.. أي الفكر الأوروبى في عصر النهضة كانت له وجهات نظر مختلفة، ولهذا قام بعض الفلاسفة يشير إلى وجود التناقض فى الكون والحياة، ويحاول تفسيره، وكان من أبرزهم (فيشته) و(هيجل)

أما فيشته، فقد استخدم مبدأ النقيض كى يدعم سيادة العقل كمصدر للمعرفة مقابل الدين والطبيعة.. وأما هيجل فاستخدم مبدأ النقيض لتأكيد قيمة العقل من جهة، ثم لدعم فكرة الألوهية من جديد، وتأكيد الوحى كمصدر أخير للمعرفة، فهو يعتبر الخالق عقلا.

لقد تصور هيجل ـ الذي ربط بعضهم فلسفتي به ـ أن هناك فكرة مطلقة.. أطلق عليها اسم (العقل المطلق)، انبثقت عنه الطبيعة، وهى تغايره تماما، لأنها مقيدة ومتفرقة وهى عنده العقل المقيد.. ثم انتقلت الفكرة من الطبيعة أو العقل المقيد إلى جامع يلتقى فيه الشئ ونقيضه، وهو العقل المجرد الذى هو نهاية الطبيعة المحدودة وغايتها.

وأما الفلسفة الثالثة .. فهي نظرية التطور.. وتتلمذت فيها على دارون صاحب هذه النظرية وتلاميذه وخصوصا الملحدين منهم..

لقد جاءت نظرية التطور ـ وخصوصا في شقها الملحد ـ تؤله الطبيعة، وتذكر أنها تخلق كل شئ، ولا حد لقدرتها على الخلق.. وجاءت لتؤكد أن الإنسان هو نهاية سلسلة التطور الحيوانية.. وأن التطور ذاته ـ الذى أنشأ الحياة المادية الميتة أول مرة، ثم تدرج بها من الكائن الوحيد الخلية إلى الإنسان ـ هو نتيجة أسباب مادية بحتة، وأنه يتم مستقلا عن إرادة الكائن الحى، وبصورة حتمية لا يملك الكائن الحى الخروج عليها ولا معارضتها ولا الوقوف فى طريقها.

هذه هي الفلسفات الثلاثة التي مزجت بينها لأشكل فلسفتي الخاصة..

راح يضحك بصوت عال، ويلكم وجهه لكمات كثيرة، يتطاير الدم خلالها من أنفه وفمه، ثم يقول: أنتم تتساؤلون عن الجديد الذي أتى به ماركس ما دام قد ذكر أنه اعتمد على كل هؤلاء..

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست