responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213

أن (الدين في حدود العقل) غير مبرهن.. وكان يرى وجود الإيمان من نقائض العقل إلا أنه ومع قيامه بمحاولة تفنيد الأدلة العقلية الذائعة على الوجود الإلهي في (نقد العقل المحض)؛ راح يقر بأن الدين من مصادرات (العقل العملي)؛ لأنه وحده فقط الذي يضمن الأخلاق، وحرية الإرادة.

وكنت أقول لهم: ما تراكم تجيبون المؤمنين إن طرحتم عليهم الإلحاد بديلا للدين، فسألوكم عن معنى الحياة بعد أن يحذف الوجود الإلهي من الحياة.. أو سألوكم: لماذا نحن هنا؟.. وإلى أين سنصير؟ .. وهل سينتهي الأمر إلى العدم؟.. ولماذا نلتزم الفضيلة: الخير والحق والجمال؛ إذا كان أورع العٌبَّاد مستويا في المصير مع أفجر المجرمين؟

وكنت أقول لهم: ألا ترون معي أن الإلحاد يؤدي إلى اليأس، ويحرم المظلومين من الأمل في تصحيح ذلك الظلم يومًا ما، ويحبط الرغبة الإنسانية الفطرية في الخلود، ومن ثم فإنه يحرم من أي دافع حقيقي ـ غير آنٍ ـ للعمل في هذه الحياة.

طبعا لم أكن أقول هذا في العلن، بل كنت أقوله في مجالسي الخاصة المغلقة معهم، والتي كلفوني بعدها بأن أتولى وضع إلحاد بديل للإيمان، يتوفر على كل عناصر التفاؤل، ويقضي على كل سموم التشاؤم.

ولهذا رحت أحاول ـ يائسا ـ تجاوز مشكلة عدمية الحياة إلى تعليق معنى الحياة بالمنجزات الشخصية، فكنت أقول لهم، وأنا أكذب عليهم وعلى نفسي: (أنتم تبحثون عن معنى للحياة في ظل الإيمان.. وأنا أقول لكم: يمكنكم أن تجدوا لحياتكم معنى مادمتم تضعون لها هدفًا تسعون لتحقيقه، كالدراسة، والعمل، والكفاح السياسي، وهكذا يمكنكم أن تجربوا أشياء كثيرة تحفظكم من القلق والاكتئاب والتشاؤم الذي يسببه الإلحاد)

لقد كنت أقوم بذلك، وأنا معرض عن لب المشكلة الحقيقية، فاعتقادنا بالفناء الكلي للكون والإنسان، والذي هو النهاية التي تنتظر كل شيء كما كنا نعتقده تقضي على كل تلك

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست