responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 212

والإلحاد حقيقة؛ لأننا ببساطة لا يمكن أن نترك الحقيقة لأجل الخرافة، ولو في مجال واحد من مجالات الحياة، هذا إذا كانت خرافة بالفعل!

لقد كنت أقول لأصحابي الملاحدة كل حين: يجب علينا أن نثبت فاعلية الإلحاد في كل المجالات التي يسهم الدين بفعالية فيها؛ حتى نحصل على مشروعية وجودنا.

وكنت أقول لهم: ألا ترون معي أن الإلحاد يخوض صراعات محمومة في مجال الأخلاق، وفي مجال البعد العاطفي، وفي المجال الطقسي والعبادي، ويحاول أن يقدم بدائل في تلك المجالات.. ولكنه يتلقى دائما صدمات موجعة على المستوى النظري التأسيسي، وعلى المستوى العملي الإجرائي.

وكنت أقول لهم: انظروا جيدا إلى الدين كيف يقدم للحياة معنى، فهو ينص على أن الله خلق الكون، وخلق الإنسان، ووهبه الحياة، وقضى عليه الموت.. وأن الله يبعث الموتى للحساب، ويكون هناك الثواب والعقاب.. إن كل هذه المعاني لا نجد لها أي بديل في طروحاتنا الإلحادية على الرغم من أهميتها، وصلتها الكبيرة بالنفس الإنسانية.

وكنت أقول لهم: إن هذه التصورات محل اتفاق بين الأديان الإبراهيمية جميعا، فهي تدعو إلى عبادة الله، وموافقة رضاه، والتنعم بذلك الرضا الحسي والمعنوي في الفردوس السماوي.. وهي موجودة في بعض الأديان غير الإبراهيمية.. فلا تخلو الحياة فيها من معنى متعلق بالألوهية، حتى في الأديان الهندوسية التي تتشبث بالتناسخ والكارما، أو النيرفانا البوذية التي تتوصل إلى السكون المطلق للتخلص من الألم، والاتحاد بالروح الكلي.

وكنت أقول لهم: إن الأسس التي تقوم عليها الأخلاق تعتمد على تلك البدائل التي نفتقدها. فالحرص على الفضيلة واجتناب الرذيلة يكون مبررًا على نحو عملي في الدين، وليس له أي مبرر عند الملاحدة.

وكنت أقول لهم: حاولوا أن تستفيدوا من الرؤية الكانطية للدين، فرغم أنه كان يرى

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست