اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 185
الدين والنزاعات في أي من الحروب التي
اندلعت سنة 2013. ومن بين خمسة وثلاثين نزاعا مسلحا خمسة فقط (14 بالمائة) كانت
أسبابها المباشرة مرتبطة بالدين، في حين غاب العامل الديني تماماً في أربع عشرة
حالة أخرى (40 بالمائة)، واشتركت جميع الحالات قيد الدراسة في تعدد مسبباتها،
وكانت أكثر الأسباب شيوعاً هي ما تعلق بمعارضة الحكومة أو النظام الاقتصادي أو
الايديولوجي أو السياسي أو الاجتماعي للدولة، حيث برزت في ثلثي الحالات التي تمت
دراستها.
وهكذا نجد في موسوعة الحروب ـ وهي دراسة شاملة
لكافة الحروب الألف وسبعمائة وست وثلاثين عبر تاريخ الإنسانية ـ أن الحروب الدينية
في طبيعتها لم تتجاوز المئة وثلاثة وعشرين حرباً.. أي أقل من 7 بالمائة.
بل إن [معهد الاقتصاد والسلام] ذكر في
تقرير علمي له أن انحسار الدين في دولة ما لا يجعلها تلقائياً تتمتع بالسلم أكثر،
وأن نسبة الملحدين في الدولة لا علاقة لها بمستوى السلم فيها.. فالدول التي تعلو
فيها نسبة الملحدين ـ بالأخص الدول الشيوعية أو التي كانت شيوعية مثل روسيا والتشيك
ـ لم تنعم بالسلام.
وبحسب التقرير أيضاً كانت كوريا الشمالية
ضمن لائحة الدول العشر الأقل سلاماً رغم أنها الأقل نسبة من حيث عدد السكان
المنتمين إلى ديانة ما.
وعندما نترك هذه التقارير وننظر إلى
الحروب الكبرى في المئة عام الأخيرة كالحرب العالمية الأولى والثانية والحرب
الباردة وحرب فيتنام.. نرى بوضوح كيف يمكن للدوافع غير الدينية أن تكون أكثر
تدميرا من الدوافع الدينية.. ففي الأنظمة الفاشية في القرن العشرين كنظام ستالين
وتيتو وماو تسي تونج وبول بوت وغيرهم.. صرع الملايين من الناس، كما أعدم الملحدون
عشرات الآلاف من الروس المسيحيين بسبب معتقداتهم بهدف إفراغ الدولة من الدين.
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 185