اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 186
وقد ذكر [جون وولف]، وهو أستاذ متخصص في
هذا المجال، سبب ربط النزاعات بالدين، فذكر أنه عندما يكون الواقع معقداً يتم توصيف
الصراعات بأنها دينية كوصف مقتضب لها.
ويضيف: (حتى عندما نرجع بالتاريخ إلى ما
يعرف بالحروب الدينية في القرنين السادس عشر والسابع عشر فيما بعد حركة الإصلاح
البروتستانتي في غرب وشمال أوروبا نجد أن العامل الديني كان مهماً ولكن يتبين أنه
كان هناك أيضاً تأثير الأسر الحاكمة والسلطة والاقتصاد التي كان من شأنها تحريك
الحروب)
ثم يعقب على ذلك بقوله: (لعلني أتفق مع
الطرح القائل بأنه تم توريط الدين في معظم الحروب، لكن القول بأن الدين هو المسؤول
عنها هو تحريف للأدلة)
وهكذا ذكرت الكاتبة الأسترالية [ريتشل
وودكوك] في كتابها [لفهم الإله] أن الاستخدام المشوه للدين في العنف لا علاقه له
به، وضربت مثالا على ذلك بصدام حسين الذي استخدم العنف كثيرا، بينما كان يظهر على
شاشات التلفاز وهو يصلي لله، ثم علقت على ذلك بقولها: (للأسف يوفر الدين غطاء
مناسباً ومحركاً قوياً لأصحاب النوايا السيئة.. في الحقيقة يكون الدين مختلفاً تماماً
عندما يمارسه المتعطشون للسلطة عما يبدو عليه عند الأتقياء والصالحين، وهذا يدل
على نفسية الإنسان أكثر مما يدل على الدين. ولذلك نرى الكثير من النزاعات الإنسانية
تحوم حول الدين)
وهكذا حصل في ايرلندا الشمالية حين تم
توظيف الخطاب الديني من قبل الطرفين، وبالأخص في حالة القس البروتستانتي إيان
بيزلي الذي قال عن البابا أنه عدو المسيح.
سكت قليلا، ثم قال مخاطبا أوراقه: هل
رأيت كم كنت أكذب على الناس.. لقد حاولت أن أخفي جميع الأسباب التي جعلت العالم
يتقاتل.. ولم أظهر إلا سببا واحدا، قد لا يكون هو السبب الحقيقي.. ذلك أن الناس ـ
كما قالت وودكوك ـ (يتشاجرون أيضاً بسبب
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 186