اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 184
ولماذا يحتاج الله الكامل إلى الإنسان
الفاني؟.. ولماذا يحتاج الكامل الجبار إلى الإنسان الناقص لتفسير آياته؟ .. ألايعتبر
كل ذلك نقصا خطيرا في كمال الرب؟)
وكل هذا كان تلفيقا وتزويرا مني للحقائق،
لأن كل مؤمن بشيء يحتاج إلى الدعوة إليه، والاستدلال له، ونصرته.. وأنا أريد أن
أحرم المؤمنين من شرف تلك الدعوة، وشرف تلك النصرة.. مع أنني أنا الملحد وسائر
زملائي كنا نمارس كل الأساليب لنصرة الإلحاد.. فهل الإلحاد محتاج لنا أيضا؟ .. ولماذا
لا يقف على قدميه بنفسه بدون دعاة هو أيضا؟
سكت قليلا، ثم قال: لا أزال أذكر تلك
المكاييل المزدوجة التي تعاملت بها مع الحقائق.. من ذلك أني ذكرت أن كل الحروب
التي وقعت بين البشر كانت بأسباب دينية، وأننا لو تخلينا عن الدين، فسيعم العالم
السلام [1]
.. لقد كنت تابعا في ذلك لكل أزلام الإلحاد، وخصوصا الجديد منه، والذي استفاد من هجمات
11 سبتمبر ليستأصل الإله من قلوب المؤمنين.
وقد كان أستاذي الكبير [ريتشارد دوكنز]
من أوائل من لقنني هذه الحجة.. حيث قال في مذكراته التي كتبها عام 2013: (الدين هو
العلامة الرئيسية والأخطر التي بموجبها نقسم أنفسنا إلى طرفين: نحن وهم).. ثم أضاف:
(إنه لو ألغي الدين لأصبحت الفرصة أكبر بكثير لعالم بلا حروب، كما كنا لاحظنا
انخفاضاً في منسوب الكراهية لأن الكثير منها يعود للطائفية كما في إيرلندا
الشمالية والهند وباكستان)
وكل هذا الذي صدر مني ومن أستاذي دوكنز
وغيره من الأساتذة كذب وزور.. فالدراسات الأكاديمية كلها تدحض النظرية التي تربط
بين الحروب والدين.. ففي بحث نشره معهد نيويورك وسيدني للاقتصاد والسلام في أكتوبر
تبين أنه عموماً لا توجد علاقة بين
[1]
استفدت بعض المعلومات الواردة هنا من مقال بعنوان [هل الدين مسبب حقيقي للحروب؟
وهل يخلو تاريخ الملحدين منها؟]، موقع السوري الجديد..
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 184