اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 177
عامة الناس المنطق العلمي الطبيعي
للتمييز بين ما هو صالح من الناحية العلمية، وما ليس كذلك، أو ما هو من قبيل العلم
الكاذب.. لكن باطنه كان ممتلئا بالخبث والمغالطات التي تؤدي بالواقع في شباكها إلى
الإلحاد.
فقد أقمت الكتاب على إنكار عالم الغيب
وتسفيه التصورات الدينية للوجود جملة وتفصيلا، وقطع السبيل أمام العقل البشَري
للتمييز بين الحق والباطل إلا من خلال أدوات العلم الطبيعي التجريبي.
نعم لم يكن كتابي يحمل تلك الجرأة
التي جاء بها كتاب [وهم الإله] لدوكينز، أو [الإله ليس عظيمًا] لهيتشنز، أو [نهاية
الإيمان] لهاريس.. لأن منظمتنا الإلحادية الكبرى، والتي يقودها الشيطان منعتنا أن
نظهر بمظهر واحد.. بل نصحتنا بأن نتبادل الأدوار.. حتى يقتنص كل واحد منا أصنافا
مخصصة من الناس.
وقد كلفت بجر أولئك البسطاء العامة
الذين لا يعرفون جيدا كيف يستعملون عقولهم.. فرحت أضع لهم هذا الكتاب، وأمزج فيه
بين الصواب والخطأ.. والعقل والوهم .. حتى تختلط عقولهم بأوهامهم، لأنه لا يمكن أن
يجحد الله صاحب العقل الخالص.
وقد كان منهجي[1]
في ذلك هو صياغة جملة من القواعد العقلية والفلسفية المستنبطة من فلسفة العلم
الطبيعي المعاصرة لتكون بمنزلة حقيبة أدوات صغيرة يستعملها عامة الناس لكشفِ
الأباطيل والخرافات التي قد تروج تحت دعاية العلم.
هذا هو الهدف الظاهر من الكتاب، وهو
هدف نبيل وطبيعي وجذاب.. لكن السم كان يتخلل كل قاعدة منها على شكل مثال، أو
توضيح، أو نحو ذلك.. لأحول الحقيقة عن مجراها الطبيعي إلى المجرى الذي حددته رغبتي
وأهوائي وشياطيني.
[1]
استفدت بعض المادة العلمية الوارد هنا من كتاب: آلة الموحِّدين لكشفِ خرافات
الطبيعيين، أبو الفداء ابن مسعود.
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 177