responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 176

خاصة جذابة مملوءة بألوان السحر والمغالطات.. فطربت لمشاهدته كما أطرب لمشاهدة السحرة والمشعوذين.

أظن أنكم عرفتموه، أو رأيتم بعض فيديوهاته، أو قرأتم بعض كتبه، فهي من أكثر الكتب مبيعا في العالم.. إنه الفلكي الأمريكي [كارل ساغان] صاحب كتاب [العالم المسكون بالشياطين: العلم الطبيعي كشمعة في الظلام]، والذي ألفه سنة 1995 .. وقام فيه بحملة ترويجية للعلم الطبيعي وطرائقه في البحث والنظر، باعتباره السبيل الوحيد للنجاة من الخرافة والأسطورة.. وكان ذلك الكتاب من أوائل الحملات المُعاصرة المبشرة بملة الإلحاد الجديد.. أو النِّحلة الطبيعية المعاصرة.. والتي كان من أعلامها الكبار ريتشارد دوكينز، وسام هاريس وآخرون بدعوى محاربة الخرافة في القرن الواحد والعشرين.

كانت صورته ـ كصور كل من في ذلك الجناح ـ شبيهة بالفئران البيضاء.. ولكن ملامحه الإنسانية لم تختف كليا، بل بقي منها ما يدل عليه، وما عرفته به..

كان يحمل تلسكوبا ضخما ينوء به ظهره، فيتصبب العرق من جبينه ومن كل أنحاء جسده، وكان يصيح فيه بشدة: إلى متى أظل أحملك أيها العبء الثقيل.. إلى متى أتخلص منك إلى الأبد .. لقد ملأت حياتي بالنكد.. لا أريدك .. ابتعد عني..

ثم يرميه إلى الأرض.. لكنه يسرع إليه، ويمسحه ويخاطبه كما يخاطب الإنسان، ويقول له، وعيناه ممتلئتان بالدموع: اعذرني أيها التلسكوب العزيز.. اعذرني فقد أسأت إليك.. لقد علمني الله كيف أستخدمك لأتعرف عليه، وأعبده، وأعيش حياتي عاشقا له.. لكنني أنا الظالم لنفسي جعلت من وسيلة هدايتي وسيلة ظلالي، وحولت من أداة الإيمان به إلى أداة الجحود له.

لعلك تذكر معي كتابي [العالم المسكون بالشياطين: العلم الطبيعي كشمعة في الظلام].. فقد كتبته، وأنا بجانبك.. ذلك الكتاب الذي أردت من خلاله ـ في الظاهر ـ تعليم

اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست