اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 175
أذكر من تلك الفيديوهات التي شدت انتباهي
فيديو بعنوان [نقطة زرقاء باهتة[1]]
يحاول من خلاله أن يبين صغر حجم الأرض أمام الكون الهائل، وقد تصورت في البداية
أنه شريط يدعو إلى الإيمان بالله، وإلى بيان عظمته وجميل إبداعه، وينعى على البشر
كبرياءهم وغطرستهم وظلمهم، لكني وجدت الأمر مختلف تماما، فهو لا يصور الأرض بتلك
الصورة إلا ليحقرها، ويحقر أهلها، ويحقر المعاني الإيمانية المنتشرة فيها..
ومما جاء في الشريط قوله: (كوكبنا،
هو ومضةٌ وحيدة، في فراغٍ كونيٍّ مظلم. خلال وجودنِا في هذا الظلام الهائل، لا
نمتلك أيَّ دليلٍ بأن مساعدةً ستأتي يوماً من الخارج، لإنقاذنا، من أنفسنا. للآن،
الأرض هو الكوكب الوحيد الذي يمكنه احتضان الحياة، ولا يوجد أيُّ مكانٍ ـ على
الأقل خلال الفترة القريبة هذه ـ يمكننا الرحيل إليه. ربما يمكننا زيارة الخارج،
أما البقاء خارجَ الأرض! فليس بممكنٍ بعد. سواءٌ أعجبتك الفكرة أم لا؛ هذا الكوكب:
هو مصيرُنا)
وقد تعجبت حين سمعت هذا كثيرا، لأني
لم أر أي علاقة بين صغر حجم الأرض وبين احتقاره لها.. فالصغير أو النادر لا يحتقر،
بل يوضع في محله من سائر الأشياء.. وهل يمكن لعاقل أن يرفض الأفكار التي طرحها أينشتاين
بحجة أنه فرد من ملايير البشر، أو أجاء بأفكاره وهو في بقعة جغرافية محدودة، أو في
زمن محدود من بحر الزمن العظيم..
وهكذا نجد مصير الإنسان مرتبطا
بخلايا محدودة.. ومصير المجتمعات مرتبطا بأشخاص معدودين.. بل حياة الإنسان نفسها
مرتبطة بقرارات محدودة، وكلمات محدودة، كان لها تأثيرها بعد ذلك في شيء.
لكني مع ذلك لم أملك إلا أن أشاهده
كما شاهده سائر الناس.. لأنه كان يملك طريقة