اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 164
[جون الفيس ماك] ما سميناه [جامعة الرسل]
كان أمامه دورق كرويّ كبير[1]،
فقفر إليه بخفة مثل الفئران، وما لبث حتى اشتعلت النار أسفله، فراح يصيح ويصرخ
ويطلب النجدة.. وما هي إلا لحظات حتى خفت النار، ثم انطفأت، فخرج من الدورق، وهو
يقول: أظن أنني تأكدت الآن من أنني في يقظة، ولست في حلم.. فالنار قد أحرقتني، وقد
وصل حريقها إلى قلبي.. هذا ما كنت أخافه.. وهذا ما حصل لي..
ثم سكت قليلا، وقال: كم يعذبني ذلك
المشهد الذي التقيت فيه ذلك العالم الهندي المسلم[2]،
والذي راح يلقمني كل حين من الحجج ما لم أجد له مدفعها.. لكنني بكبريائي وغروري
رحت أدفعه عني، وكيف لمثلي وأنا اللورد ابن اللوردات.. النبيل ابن النبلاء أن
أستسلم لرجل ليس سوى ابن لمستعمر من مستعمرات دولتي العظمى التي لا تغيب عنها
الشمس.
لقد قال لي حينها، وهو يحمل روايتي عن
السديم: لقد كتبت قصة أدبية ذكرت فيها أن
السديم الحار دار عبثاً في الفضاء عصوراً لا تعد ولا تحصى دوراناً ذاتيا، ثمّ نشأت
عن هذا الدوران هذه الكائنات المنظمة البديعة، بطريق المصادفة، وأن اصطداماً
كبيراً سيحدث في هذا الكون، يعود به كل شيء إلى سديم، كما كان أولاً.. أتعرف هذه
القصة؟
[1]
من الأدوات المستخدمة في المخابر الكيميائية، وويستخدم في تحليل المواد
الكيميائيّة، ويتميز بقدرتهِ على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، ومن الممكن توصيله
بدوارق أخرى من أجل إجراء اختبارات للتفاعلات بين المواد الكيميائيّة.
[2]
أشير به إلى (وحيد الدين خان)، وهو مفكر مسلم هندي معاصر يجمع بين الفكر الإسلامي،
والفكر العلمي الفلسفي.. وبتلك المقومات استطاع أن يناظر الملحدين واللادينيين
بحججه الدامغة في العديد من كتبه، وقد استفدنا بعض مادته العلمية في نقد برتراند
راسل من كتابه ( الإسلام يتحدى)، مع العلم أننا قد ذكرنا حواراته معه على شكل
مناظرة في كتاب [الباحثون عن الله]
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 164