اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 151
عدداً من التخمينات العلمية والفنية
الحديثة. فكان أول من وصف عملية صنع البارود، واقترح صنع الطائرات والسفن. كما كان
له دراسات حول طبيعة الضوء وقوس قزح وأنظمة العدسات وغيرها [1].
وهكذا كان الكثير من أعمدة العلم الكبار
يجمعون بين العلم والدين، ولا يرون غضاضة في التفريق بين منهج البحث في كليهما..
فلكل ميدان وسائل إدراكه الخاصة به.
سكت
قليلا، ثم قال: لكني لغروري وكبريائي لم أكن كذلك.. بل لم أكن حتى من أولئك
المترددين المتوقفين اللاأدريين من أصحاب الإلحاد السلبي.. بل كنت من أصحاب الإلحاد الإيجابي الذين راحوا
يحاولون التماس الأدلة على نفي وجود الله.. وقد رأيت من أصحابي في كل تاريخ البشرية من وضع لذلك مبادئ ونظريات
ممتلئ بالعبث واللاعقلانية كنقض مبدأ
الخلق، ومشكلة العدل والشر، واستحالة الوحي، ونقد الكتب المقدسة للأديان، واستحالة
الحياة بعد الموت..
فرحت أضيف إليها شيئا جديدا لم يسبقني
إليه أحد، بل لم يفكر فيه أحد أصلا، وهو [إبطال مبدأ السببية][2]
الذي اتفقت عليه جميع العقول، بل اعتبر من (إحدى بدائه الفكر الأساسية)، ذلك أنه (لا
يحدث شيء بلا علة، أو على الأقل بلا سبب محدد)[3]
بل إن الفطرة تقتضيه، فالطفل الصغير إن تعرض لتأثير مؤثر ما؛ تراه
يطلب ذلك المؤثر ويبحث عنه، فيلتفت ليبحث عمن ضربه خلسة، لكونه مما ارتكز في فطرته،
وفي مبادئ عملياته العقلية الأولى أن لكل فعل فاعلا، ولكل مصنوع صانعا .. بل إنه
إن لم يجد ذلك