اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 143
عكس ما يحصل في الواقع -،
فنقول لأناس يرقدون في الألم: هل قلت إنك كاثوليكي؟
..
فإذا قال: نعم.. قلنا له: حسنا اسمع، ربما لا
يزيد ما بقي لك من العمر على بضعة أيام، ولكنك لست مضطرا لأن تحياها كعبد! حسبك أن تعلم أن هذا كله لم يكن إلا ..
ثم أردد كلمة بذيئة لا أستطيع بعد أن
اكتشفت الحقيقة أن أنطق بها.. وحينها يضحك الحضور ويقهقهون ويصفقون.. فأضيف: (لقد
كان الرهبان يخدعونك.. وأنا أضمن لك أنك
ستشعر بالراحة).. لا أظن أن هذا سيكون عملا أخلاقيا! أعتقد أنه
سيكون نوعا من خرق الذوق العام.. ولكن ما دام باسم
الإله،
فإنه يحظى بالرخصة الاجتماعية، وأنا أقول: ..
ثم أقول كلاما بذيئا يضحك
له الحضور ويصفقون تصفيقا حادا.. وأنتفخ أنا انتفاخة جديدة..
لن أستطيع الآن أن أعقب على هذا
التهريج.. فأنا كنت أناقش أسلوب المؤمنين، ولا أناقش في الحقائق.. وقد كان في
إمكاني أن أعذر المؤمنين في نصيحتهم لي.. ولا أعذر الملحد في نصيحته للمؤمنين..
لأن المؤمن يرى أن لموقفي آثارا سليبة على حياتي المستقبلية التي يؤمن بها.. أما
أنا فلم أكن أرى ذلك.. ولذلك فإنه حتى لو مات على مات عليه لن يضره شيء.
فرق كبير جدا بين رهانينا .. رهاني أنا الذي
لا يحوي شيئا.. ورهان المؤمن الذي يحوي كل شيء..
سكت قليلا، ثم قال: اسمحوا لي أن أختم
حديثي بمحاورة عقدتها معي بعض القنوات.. سألني المذيع حينها: ماذا لو كان الإله موجودا بالفعل يا سيدي؟ أما كان
ليحسن إليك؟
.. وهنا أجبته بسرعة، ومن غير تفكير وروية: كلا، ما كان ليفعل ذلك.. لأنه لو كان هذا صحيحا، لكان معناه أن لدي والد أبدي خالد، دائم
المراقبة لأفعالي، فلن يموت ليتركني أمضي في حياتي وأن أنضج، وإنما سيبقيني تحت المراقبة الدائمة، ويشرف على
كل دقيقة
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 143