اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 141
قلت: تفسير ما يقع في الأرض سهل.. فما دامت البذور
موجودة، فإنه حالما تتوفر الظروف تعود الحياة إليها.
قال: وهكذا الإنسان، فإن بموته لا يعدم.. وإنما يتحول
إلى حياة جديدة لها شروطها الخاصة.
ضحكت بصوت عال، وقلت: ذلك مستحيل..
قال: فهل العقل هو الذي أحاله، أم أن مزاجك هو الذي
فعل ذلك.. أم لك كتابا دلك على ذلك.. لقد قال الله تعالى بعد تلك الآيات التي
تلوتها عليك: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ
الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ
لِلْعَبِيدِ (10)﴾ [الحج: 8 ـ 10]
قلت: إن إلهك يهددني، ويعلن الحرب علي.
قال: لا.. إلهي ينذرك ويوجهك.. ويحذرك أن تحاربه..
فهو أعظم من أن يحارب.
قلت: لكن عقلي الذي تذكر أنه خلقه يحيل هذا.. فكيف
أفرض على عقلي ما لا يقبل؟
قال: ولم قبل عقلي هذا؟.. ولم نرى ملايين الناس على
مر العصور يقبلونه؟.. أم أنك تريد أن تركب الكون على مزاج عقلك؟
قلت: أليس من الغريب أن تأتي لعظام قد بلت.. ثم تذكر
أن ربك سيحييها؟