اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 140
أن أسأله أو أسأل أوليائه عن أسرار حكمته في
أفعاله.. مع أني كنت لا أسأل الطبيب الجراح الذي يبقر البطون عن سر جرحه وتمزيقه
للأجساد.
لقد كان السبب في تلك الأفكار الشيطانية هو حصري
الحياة في تلك الدنيا، وتصوري أن قدرة الله العظيم توقفت عندها، ولم يبق له قدرة على
الخلق، ولذلك فإنه بإماتة المخلوق يكون قد أعدمه، وانتهى أمره.
ولو أن عقلي كان معي لاعتبر ذلك من الأدلة على وجود
حياة ثانية تتحقق فيها من المقاصد ما لم يتحقق في هذه الحياة..
لقد قال لي بعض المؤمنين، وهو يحدثني عن هذا، بعد أن
قرأ علي بعض النصوص من كتابه المقدس.. أذكر منه هذه الآيات: ﴿يَاأَيُّهَا
النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ
تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ
وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ
إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ
وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا
أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ
زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ
الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ
لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ [الحج: 5-
7]
وحين سخرت منه، وقلت له: كيف تذكر لي أنها كلمات إله،
وأنا لا أؤمن به أصلا.. أثبت إلهك أولا.. ثم أثبت أنه تكلم.. ثم أثبت أن كلامه
وصلك.. ثم أثبت أن هذا من كلامه.. ودون كل هذا خرط القتاد؟
ابتسم، وقال: انظر إلى الكلام والحجج المبثوثة فيه..
ودعك من المتكلم.. فالله يذكر أنه خلق خلقه على مراحل عديدة ابتداء من النطفة،
وانتهاء بالموت.. ويذكر أن هناك مراحل أخرى بعد الموت.. ويشبه ذلك بالأرض الميتة،
وكيفية عودتها إلى الحياة من جديد.
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 140