اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137
فأنا أحرم على الله أن يحزم مع عباده، ليربيهم
ويهذب سلوكهم وأخلاقهم، ويرتقي بأرواحهم.. ويشتد عليهم إذا شاءت عدالته وحكمته
ذلك.. بينما أبيح للبشر أن يفعلوا ما يرونه مناسبا..
من الأمثلة على ذلك أني كنت من أكثر الناس تأييدا لحرب أمريكا للعراق.. مع علمي أنه سيسقط ضحايا كثيرون جدا، وستهدم بيوت،
وتشرد أسر.. ومع ذلك نظرت إلى العواقب، ورأيت أنها هي الأصل الذي ينبغي أن يراعى..
ولذلك أجزت لأمريكا وسلاطين أمريكا المستبدين الظلمة أن يقوموا بدور الشرطي في
العالم، يضربوا من يشاءون، ويقتلوا ما يشاءون، ويتحركوا بما تقتضيه مصالحهم.
ولو أني راعيت ذلك في الحكم على أفعال
الخالق الحكيم الرحيم الذي يوجب العقل له كل الكمالات في صفاته لما رددت ما رددت.
سكت قليلا، ثم قال: من صفعاتي التي لا
أزال أذكرها قولي: (نحن لا نستحسن فكرة هلاك أنفسنا أو هلاك الكون نفسه الذي سيكون
سببه الانخفاض الإنتروبي لدرجة الحرارة فيه إلى حد التجمد، ولكن لدينا الكثير من الأدلة التي تدل على أن هذا ما سيحدث. وفي المقابل فثمة أدلة قليلة جدا جدا على أنني سأراكم كلكم مرة أخرى فيما
يشبه [حديقة الملاهي] (يعني بعد الموت).. ليس ثمة
أدلة تدعم هذا الأمر مطلقا.. لذا فأنا على استعداد
لأن أقبل ـ تأسيسا على الأدلة ـ نتائج قد لا تكون محببة لنفسي. اعذروني إن كنت أبدو وكأني أملي هذا الكلام إملاءً..)
بعدما انتفخت كثيرا جراء تصفيق الجمهور، وعندما خرجت
من المسرح، رأيت شبابا من المسلمين مجتمعين، ويظهر عليهم سيما المتدينين، وقد
كانوا من الشباب الذين حضروا المناظرة.. فاقتربت منهم أسترق السمع، لعلي أجد في
حديثهم ما ييسر علي التحضير لمحاضراتي أو مناظراتي الجديدة.. فقد سئم الناس من
تكراري لصفعاتي القديمة.
اسم الکتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137