وذلك عبر إشعار القارئ بالطمأنينة إلى الله،
والثقة المطلقة فيه.. وأنه وحده صاحب الكمال المطلق، وصاحب الكرم المطلق.. ولذلك
حاولت هذه الرسائل تعليم آداب العبودية.. فعلامة صدق الإيمان تحقق العبودية.
كما أنها حاولت أن تربط العقيدة في الله
بالقيم الرفيعة.. فيستحيل على من عرف الله ألا يتحلى بمكارم الأخلاق.. ولذلك مزجت
بين الإيمان والأخلاق.. وربطت بين التحقق بمعرفة الله والتحقق بمكارم الأخلاق.
وقد كان دليلنا إليها، ومعلمنا فيها تلك
الأدعية النورانية، والمناجيات الروحانية الواردة في القرآن الكريم.. ومثلها تلك
التي رويت عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أو عن أهل بيته الطاهرين.. والذين تركوا لنا تراثا
عظيما من الأدعية والمناجيات يمكنه أن يغنينا عن كل ما سطره المتكلمون أو العرفاء
أو الفلاسفة في تلك الجوانب.
ولذلك كانت أسوتنا بهم.. فهم أئمتنا
وأساتذتنا.. وكل حرف سطرناه إنما هو نتيجة تشرفنا بالتلمذة عليهم، وعلى ذلك التراث
النبيل الذي تركوه لنا، والذي علمونا من خلاله كيف نخاطب ربنا، وكيف نمارس دورنا
في العبودية معه.