تحاول هذه الرسائل الموجهة للحضرة
النورانية المقدسة أن تلغي كل الحجب والمسافات التي تربط بين العبد وربه.. لتصل
العبد بربه مباشرة عبر مناجاته والحديث معه وبثه أشواقه ومطالبه، وفي جميع الشؤون.
وهي تختصر في مضامينها أكثر القضايا
العقدية والعرفانية الواردة في المصادر المقدسة أو التراث الإسلامي، وبصياغة رقيقة
بعيدة عن المصطلحات الصعبة، أو الجدل، أو غيرها من الأساليب التي اضطر الفلاسفة أو
المتكلمون إليها.
وهي تحاول كذلك أن تجادل عن تلك المعاني
السامية، ولكن بطريقة حسنة بعيدة عن الشغب، والمراء الذي نهينا عنه.
فهي تخاطب العقل.. وتحاول أن تقنعه من
خلال البديهيات التي يسلم لها.. ثم تنتقل مباشرة من العقل لتبث في القلب كل ألوان
العواطف والمشاعر المرتبطة بتلك المعاني السامية.
وهي تطرح الكثير مما ورد في النصوص
المقدسة من أسماء الله الحسنى، وتتقرب إلى الله من خلالها.. فأسماء الله الحسنى هي
مرائي التعرف على الله.. وهي معارج السير إليه.. وهي مراقي النفس لتصل إلى براءتها
وطهارتها .. وتصل معهما إلى الطمأنينة التي ربطها الله بذكره ودعائه ومناجاته..
فعلامة صدق الذكر والدعاء والمناجاة حصول الطمأنينة.. كما قال تعالى: {الَّذِينَ
آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد: 28]
ولذلك حاولت هذه الرسائل أن تبث كل معاني
الطمأنينة المرتبطة بذكر الله..