responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120

المعطي المانع

إلهي.. أيها المعطي المانع.. لا معطي لما منعت.. ولا مانع لما أعطيت، فمفاتح كل شيء بيدك، وتصريف كل الأمور إليك.. فمرحى لمن تشرف بطلب عطائك.. وتعسا وذلة لمن أهان نفسه لغيرك.

يا رب.. لو أن كل الخلائق تحولوا إلى ألسنة سائلة، وسألوك من كل شيء، لأعطيت كل واحد منهم ما يشتهي من غير أن ينقص من بحر عطائك قطرة واحدة.

وكيف ينقص بحر عطائك، وأنت الذي تقول للشيء كن فيكون.. بل لا تحتاج لأن تقول له ذلك.. فيكفي أن تتوجه إرادتك النافذة، ومشيئتك الحاكمة، ليتحقق ما تريد، وفي أقل من لمح البصر.. فلا وجود للزمان معك، ولا وجود للمستحيل مع قدرتك وفضلك وعظمتك.

إلهي أنا أعلم أن التقتير الذي قد نراه في بعض شؤون حياتنا، ليس إلا من مقتضيات منعك الذي هو عطاء.. فأنت تمنعنا ما يضرنا، وبذلك يتحول المنع إلى عطاء ينفعنا..

أنت تمنعنا ـ يا رب ـ أن نلين للدنيا أو نسكن إليها أو نتثاقل إلى أهوائها.. ولذلك تقتر علينا من الرزق، أو تقدر علينا من الحاجة ما يعيدنا إليك.. وأنت الغني الذي من وصل إليه استغنى عن كل شيء.

إلهي.. أعوذ بك أن أنظر إلى ذات عطائك، فأُحجب عنك، وأصبح عبدا للعطاء لا للمعطي، وأنا لا أريد إلا المعطي، فالعطاء ينفذ، والمعطي باق..

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست