responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108

الحسيب الكافي

إلهي.. أيها الحسيب الكافي..

أنت يا رب الذي تكفي عبادك كل ما أهمهم؛ فلا يحتاجون معك إلى غيرك، وكيف يحتاجون، وكل مقاليد الأمور بيدك؟

وكيف يحتاجون ومفاتيح خزائن كل شيء تحت تصريفك؟

وكيف يحتاجون وأنت المدبر لكل شيء، فلا يعزب شيء عن تدبيرك؟

وكيف يحتاجون وأنت القاهر لكل شيء، فكل شيء مذعن لك، ساجد بين يديك؟

أنت حسيب عبدك الصالح موسى حين وقع بين فكي البحر وفرعون، فراح قومه ينشرون فيه المخافة قائلين: { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61]، لكن موسى الذي يعرفك رد عليهم بكل هدوء، وهو يبتسم، وينظر إليك: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62]

وأنت حسيب عبد وخليلك إبراهيم إذ هم قومه أن يرسلوه إلى النار لتحرقه، فابتسم هادئا، وقال مخاطبا لكل الملائكة الذين جاءوا ليكونوا في خدمته: حسبي الله ونعم الوكيل.. فتركت أعداءه يرمونه في النار.. لكنك حولتها إلى برد وسلام.. فمفاتيح الحرق ليست بيد النار، وإنما بيدك، وأنت الذي تستطيع أن تجعلها حارقة، وأنت الذي تستطيع أن تجعلها بردا وسلاما.

وأنت حسيب خاتم رسلك محمد الذي اضطره قومه من المشركين للالتجاء للغار، وحين أحاطوا به، ولم يكن بينه وبينهم إلا أن يرموا بأبصارهم إليه، قال بكل

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست