اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 107
مجرد قرب معنوي.. بل هو قرب له آثاره
القريبة والبعيدة وفي كل شيء.. فأنت ترانا وتسمعنا وتعلم كل شيء يحصل لنا أو نفعله
عن قرب وحضور، وشهود وعيان..
وأنت يا رب.. لا تكتفي برؤيتنا وسماعنا،
وإنما تتدخل برحمتك ولطفك، فتجيب دعواتنا، وتحقق غاياتنا، وتبلغنا مقاصدنا.. ولا
تحتاج في كل ذلك لدعواتنا.
ولكن ربانيتك لنا تقتضي منا أن ندعوك، ونتوسل
إليك حتى يحصل الوصال بيننا وبينك، وبالوصال تتحقق المعرفة، ويتنزل الإيمان.
يا رب.. فهب لي من جميل معرفتك، ما يجعلني
أشعر بجميل قربك، ولذيذ ذكرك، وصدق مناجاتك، حتى لا يصرفني طلب المعاش أو الخلطة
عنك، حتى أكون كعبدك الصالح الذي قال:
إني جعلتك في الفؤاد محدثي... وأبحت جسمي من
أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانس...وحبيب قلبي في
الفؤاد أنيسي
أو كذلك الذي قال، وهو يزهو فرحا بقربك:
راحتي يا إخوتي في خلوتي... وحبيبي دائما في
حضرتي
لم أجد عن هواه عوضا... وهواه في البرايا
محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه... فهو محرابي إليه
قبلتي
يا حبيب القلب يا كل المنى... جد بوصل منك
يشفي مهجتي
قد هجرت الخلق جمعا أرتجي... منك وصلا فهو أقصي
منيتي
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 107