responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي    الجزء : 1  صفحة : 88
ألا قل كان لي حاسدا ... أتدري على من أسأت الأدب1
أسأت على الله في فعله ... لأنك لم ترض لي ما وهب
فجازاك عني بأن زادني ... وسد عليك وجوه الطلب
ولأبي حنيفة رحمه الله في الحسد "من البسيط":
إن يحسدوني فإني غير لائمهم ... قبلي كثيرا أهالي الفضل قد حسدوا2
فدام بي وبهم ما بي وما بهم ... ومات أكثرنا غيظا بما يجد
ومن أدوية الرياء أن يعلم أن الخلق لا يقدرون على نفعه ولا ضره بما لم يقدره الله تعالى عليه، فلا يتشاغل بمراعاتهم فيتعب نفسه، ويرتكب سخط الله مع أن الله يطلعهم على نيته وسريرته في ريائه لهم وخوفه منهم.
ومن أدوية الإعجاب أن يعلم أن علمه وفهمه وجودة ذهنه وفصاحته وغير ذلك من النعم فضل من المنعم جل وعلا وهو معه عارية وأمانة، وأن معطيه إياها قادر على سلبها منه في طرفة عين، كما سلب بلعام[3] ما علمه في طرفة عين، نسأل الله السلامة.

1 الأبيات في تاريخ بغداد 13/ 230، ووفيات الأعيان 5/ 222، ومعجم الأدباء 19/ 154.
2 البيت للبيد بن عطارد بن حاجب التميمي كما في بهجة المجالس 1/ 413، وانظر طبقات الحنفية 1/ 498، وشرح الحماسة 1/ 381.
[3] هو بلعام بن باعوراء، من بني إسرائيل الذي دعا على موسى عليه السلام وقومه، وقصته مذكورة في التفاسير، وفيه أنزل الله عز وجل الآيتين 174-175 من سورة الأعراف.
قال الإمام الغزالي: فكذلك العالم الفاجر، فإن بلعام أوتي كتاب الله تعالى فأخلد إلى الشهوات فشبه بالكلب؛ أي سواء أوتي الحكمة أو اسم يؤت فهو يلهث. الإحياء 1/ 45، وانظر أيضا تفسير القرطبي 7/ 303، والطبري 8/ 82، وابن كثير 2/ 267، وانظر هذا الكلام في تذكرة السامع والمتكلم 25.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست