اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 65
الثاني: علم دراية[1]، وهو المراد عند الإطلاق[2] والذي كلامنا هنا فيه، ويحد أنه علم تعرف به معاني ما ذكر ومتنه، ورجاله، وطرقه، وصحيحه، وسقيمه، وعلله، وما يحتاج إليه فيه ليعرف المقبول منه والمردود، وموضوعه الراوي والمروي من حيث ذلك، وغايته: معرفة ما يقبل من ذلك ليعمل به، وما يرد منه ليجتنب، ومسائله ما ذكر في كتبه من المقاصد.
ومما جاء في فضله وآدابه من الأخبار قوله صلى الله عليه وسلم: "ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ مَن هو أوعى له منه" [3]، وفي رواية: "رب مبلغ أوعى من سامع" [4]، وقوله: "نضر [5] الله امرأ سمع مقالتي فوعاها"، وفي رواية: "سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه" [6]، وقوله: "من أدى إلى أمتي حديثا تقام به سنة أو تثلم به بدعة فله الجنة"[7]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارحم خلفائي" قيل: من خلفاؤك؟ قال: "الذين يأتون من بعدي فيروون أحاديثي ويعلمونها الناس"[8]، وقوله [1] علم دراية الحديث: وهو علم باحث عن المعنى المفهوم من ألفاظ الحديث، وعن المراد منها مبنيا على قواعد العربية وضوابط الشريعة ومطابقا لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم. [2] أي: إذا أطلق علم الحديث، فالمرد علم الدراية لا الرواية، وإن كان رواية فيقيد بها. [3] البخاري 3/ 459 في الحج، وفي الأضاحي 10/ 6، وفي التفسير 8/ 244، وفي بدء الخلق 6/ 211، وفي الفتن 13/ 23، وفي العلم 1/ 145، وأخرجه مسلم رقم 1679 في القسامة، باب تحريم الدماء، وأبو داود رقم 1947 في الحج، باب الأشهر الحرم، وانظر جامع الأصول 1/ 26، ومسند أحمد حديث رقم 20407. [4] رواه البخاري حديث رقم 1654، وانظر شعب الإيمان 4/ 386، ومسند أحمد حديث رقم 20453 و20498. [5] أي: جعل الله وجهه نَضِرًا يوم القيامة إشارة إلى قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} . [6] سنن ابن ماجه حديث رقم 230، والمعجم الأوسط 2/ 78، ومسند أحمد 3/ 225. [7] مفتاح الجنة للسيوطي 1/ 54، وفيض القدير حديث رقم 8363. [8] مجمع الزوائد 1/ 126، والفردوس بمأثور الخطاب 1/ 479، وفيض القدير 2/ 149، وكنز العمال رقم 29208 و29488.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 65