اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 178
بمدرسة بماردين[1] تسمى مدرسة الشهيد، فدخلت عليه يوما امرأة فسألته عن أشياء مشكلة في الحيض فعجز عن الجواب، فقالت له: أنت عذبتك واصلة إلى وسطك، وتعجز عن جواب امرأة؟ فقال لها: يا خالة، لو علمت كل مسألة يسأل عنها لوصلت عذبتي إلى قرن الثور[2]، وأقوالهم في هذا كثيرة[3]، وقد أسلفنا منها نبذة في آداب المعلم[4]، قال الصيمري[5] والخطيب[6]: كل من حرص على الفتيا وسابق إليها وثابر عليها قل توفيقه واضطرب في أموره، وإذا كان كارها لذلك وأحال الأمر فيه على غيره كانت المعونة له من الله تعالى أكثر، والصلاح في جوابه أغلب، واستدلا بقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها" [7]. [1] ماردين بكسر الراء والدال: قلعة مشهورة على قنة جبل الجزيرة، مشرفة على دنيسر ودارا ونصيبين. مراصد الاطلاع 3/ 1219. [2] طبقات الشافعية الكبرى 9/ 408. [3] الفقيه والمتفقه 2/ 165 فما بعد، وكتاب العلم للنووي ص116، وآداب الفتوى [1]/ 16. [4] انظر الصفحة 107، فما بعد من هذا الكتاب. [5] هو أبو عبد الله الصيمري، الحسين بن علي بن محمد: قاض، فقيه، كان شيخ الحنفية ببغداد، أصله من صيمر، من بلاد خوزستان، ولي قضاء المدائن، ثم الكرخ إلى أن مات ببغداد سنة 6هـ. تاريخ بغداد 8/ 87، والجواهر المضية [1]/ 214. [6] هو أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، المعروف بالخطيب. [7] رواه البخاري [1]/ 93، 6/ 2443 و2472 و2613، ومسلم 3/ 1273، وابن حبان 10/ 189، والمحتاج 2/ 559، ونيل الأوطار 9/ 158 و159.
النوع الأول: في الأمور المعتبرة في كل مفتٍ مدخل
...
النوع الأول:
في الأمور المعتبرة في كل مفت، وفي تقسيم المفتين، ما أنفرد به كل واحد من الأحكام[1] وفيه فصلان: [1] الفقيه والمتفقه 2/ 110، وكتاب العلم للنووي ص117.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 178