responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي    الجزء : 1  صفحة : 129
ومنها: إذا أقبل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة أمسك عنها حتى يجلس وإن جاء في أثناء بحثها أعادها له[1].
ومنها: إذا سُئل عن شيء لا يعرفه، أو عرض في الدرس ما لا يعرفه فليقل: لا أعرفه، أو لا أتحققه، أو لا أدري[2]، ولا يستنكف عن ذلك، فمن علم العالم أن يقول فيما لا يعلم: لا أعلم والله أعلم، قال ابن مسعود رضي الله عنه: يأيها الناس، من علم شيئا فليقل به، ومن لا يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم: الله أعلم، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86] وقال عمر رضي الله عنه: نهينا عن التكلف، وقال علي رضي الله عنه: إذا سئلتم عما لا تعلمون فاهربوا، قالوا: كيف الهرب؟ قال: تقولون الله أعلم، وقال ابن عباس: إذا ترك العالم لا أدري أُصيبت مقاتله[3]، وقد نظمه الإمام أبو بكر[4] بن دريد فقال "من الطويل":

[1] تذكرة السامع والمتكلم 44.
[2] تذكرة السامع والمتكلم 42، وقد قال العلماء: كلمة "لا أدري" نصف العلم، لنا أمثلة عالية في هذا التعليم، وذلك عن الإمام الجليل، إمام الكوفيين في اللغة والنحو؛ حيث قال أبو عمر الزاهد وهو غلام ثعلب: كنت في مجلس أبي العباس ثعلب فسأله سائل عن شيء، فقال: لا أدري، فقال له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل، وإليك الرحلة من كل بلد؟! فقال له أبو العباس ثعلب: لو كان لأمك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.
وقيل: ينبغي للعالم أن يورث أصحابه لا أدري لكثرة ما يقولها، واعلم أن قول المسئول لا أدري لا يضع من قدره كما يظنه بعض الناس الجهلة بل يرفعه؛ لأنه دليل عظيم على عظم محله وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال معرفته، وحسن تثبته. تذكرة السامع والمتكلم 42-43.
[3] تذكرة السامع والمتكلم 42.
[4] هو أبو بكر، محمد بن الحسن بن دريد الأزدي: من أئمة اللغة والأدب، ولد في البصرة، وانتقل إلى عمان، وعاد إلى البصرة، ثم رحل إلى نواحي فارس، فقلده "آل ميكال" ديوان فارس، ثم رجع إلى بغداد، وأقام بها حتى وفاته، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدريدية الشهيرة، وله ديوان شعري مطبوع، توفي في سنة 321هـ. تاريخ بغداد 2/ 195، ووفيات الأعيان 4/ 323.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست