responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي    الجزء : 1  صفحة : 116
ملازمتهم واعتمادهم عليه في طلب العلم، ومع ما هم عليه من حق الصحبة، وحرمة التردد، وشرف المحبة، وصدق التودد، وفي الخبر عنه صلى الله عليه وسلم: "علموا ولا تعنفوا؛ فإن المعلم خير من المعنف"[1]، وعنه صلى الله عليه وسلم: "لِينُوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه"[2].
ومن ذلك أن يوقر طلبته ويعظمهم، ويحسن خُلقه معهم، ويرحب بهم إذا لقيهم، ويعاملهم بالبشاشة وطلاقة الوجه، ويحسن إليهم بعلمه وماله وجاهه بحسب التيسير، وينبغي[3] أن يخاطب كلا منهم -لا سيما الفاضل للتمييز- بكنيته ونحوها من أحب الأسماء إليه، وما فيه من تعظيم وتوقير.
ففي الخبر عن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكني أصحابه إكراما لهم[4]، وجاء كثيرا مخاطبته لأبي بكر -رضي الله عنه- بالصديق[5] فإن ذلك ونحوه أشرح لصدورهم، وأبسط لسؤالهم، وكان البويطي[6] يدني القراء ويقربهم إذا طلبوا العلم، ويعرفهم فضل الشافعي، وفضل كتبه، ويقول: كان الشافعي يأمر بذلك ويقول: اصبروا للغرباء وغيرهم من التلاميذ[7]، وقيل: كان أبو حنيفة أكرم الناس مجالسة وأشدهم إكراما لأصحابه[8]، وإذا غاب أحدهم غيبة زائدة عن

[1] حديث ضعيف، كما نص على ذلك الشيخ الألباني في سلسلة الضعيفة 2635، وضعيف الجامع الصغير 3731.
[2] رواه أبو داود في سننه بمعناه 2/ 190. وانظر الفردوس بمأثور الخطاب 1/ 79.
[3] تذكرة السامع 65.
[4] تذكرة السامع 65.
[5] سبل الهدى والرشاد 11/ 254.
[6] هو أبو يعقوب، يوسف بن يحيى القرشي، البويطي: صاحب الإمام الشافعي، وواسطة عقد جماعته، قام مقامه في الدرس والإفتاء بعد وفاته، وهو من أهل مصر، حُمل إلى بغداد في محنة خلق القرآن محمولا على بغل، مقيدا، وسجن بسبب ذلك، ومات في سجنه ببغداد سنة 231هـ. تاريخ بغداد 14/ 299، وطبقات السبكي 2/ 162.
[7] تذكرة السامع ص66.
[8] تهذيب الأسماء 2/ 506.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست