اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 115
ولكل شيء تشتهيه طلاوة ... مدفوعة إلا عن المدفوع
وانظر إرشاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتلطفه مع الأعرابي الذي بال في المسجد[1]، ومع معاوية بن الحكم[2] لما تكلم في الصلاة[3] فإن انزجر لذكائه بالإشارة فذاك، وإلا نهاه سرا، فإن لم ينته نهاه جهرا، ويغلظ القول عليه إن اقتضاه الحال لينزجر هو وغيره، ويتأدب به كل سامع، فإن لم ينته فلا بأس حينئذ بطرده والإعراض عنه إلى أن يرجع، وكذلك يتعهده بإفشاء السلام وحسن التخاطب في الكلام، وبالجملة فكما يعلمهم مصالح دينهم، لمعاملة الله يعلمهم مصالح دنياهم، لمعاملة الناس ليكمل لهم فضيلة الحالتين، وبالله التوفيق.
ومن ذلك ألا يتعاظم على المتعلمين، بل يلين لهم القول، ويتواضع لهم، قال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215] وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إلَيَّ أن تواضعوا" [4]، والأحاديث في التواضع ولين الجانب كثيرة[5]، وهذا التواضع لمطلق الناس، فكيف بهؤلاء الذين كأولاده مع [1] البخاري 1/ 44، 5/ 2242 و2270، ومسلم 1/ 236، وفتح الباري 1/ 323 و359، 7/ 49، 10/ 439، 449، 525، 11/ 363، وتحفة الأحوذي 1/ 392، وشرح النووي على صحيح مسلم 3/ 190. [2] هو معاوية بن الحكم السلمي: صحابي، يعد في أهل الحجاز، سكن المدينة. الاستيعاب ترجمة 2462، وأسد الغابة ترجمة 4981، والإصابة 6/ 118. [3] أي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس" انظر الخبر في الإصابة 6/ 118. [4] حديث حسن، رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، عن عياض بن حمار، انظر سلسلة الصحيحة 570، وصحيح الجامع الصغير 1725، وانظر أيضا شعب الإيمان 5/ 285 و6/ 274، وحلية الأولياء 2/ 17. [5] التذكرة الحمدونية 3/ 92، والمستطرف في كل فن مستظرف 1/ 400، ولباب الآداب 251 و252 فما بعد، ومحاضرات الأدباء 1/ 262، وتذكرة السامع والمتكلم ص64، 65.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 115