اسم الکتاب : دراسات أصولية في القرآن الكريم المؤلف : الحفناوى، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 104
غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [1] وقال سبحانه:
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ [2] وقال سبحانه فى أهل بدر:
سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ [3] كما تحدث عن قصص أمم بائدة [4] ليست لها آثار ولا معالم تدل على أخبارها، وهذا دليل على أنه من عند الله الذى لا تخفى عليه خافية فى الحاضر والماضى والمستقبل، وإلى هذا يقول القرآن مخاطبا النبى صلى الله عليه وسلم:
تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا (5)
قال ابن الربيع عبد الرحمن الشيبانى رحمه الله ([6]):
ومن وجوه إعجازه ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة، والأمم الخالية، مما كان لا يعلم القصة الواحدة إلا الفذّ [7] من أحبار [8] أهل الكتاب، وقد علموا أنه أمىّ [9] لا يقرأ ولا يكتب حتى كان علماء أهل [1] سورة الروم آيتا: 2، 3. [2] سورة الفتح الآية: 27. [3] سورة القمر الآية: 45. [4] باد بمعنى هلك وبابه باع وجلس وأباده الله أهلكه- مختار الصحاح 70.
(5) سورة هود الآية: 49. [6] حدائق الأنوار ومطالع الأسرار له 1/ 286 [7] الفذ: الفرد- مختار الصحاح 494. [8] الأحبار هم العلماء- لسان العرب 1/ 479. [9] الأمى هو الذى لا يقرأ ولا يكتب وفى تسميته بالأمىّ قولان: أحدهما: لأنه على خلقة الأمّة التى لم تتعلم الكتاب فهو على جبلته. والثانى: أنه ينسب إلى أمه لأن الكتابة كانت فى الرجال دون النساء وقيل لأنه على ما ولدته أمه- زاد المسير 1/ 105.
اسم الکتاب : دراسات أصولية في القرآن الكريم المؤلف : الحفناوى، محمد إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 104