responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح القواعد والأصول الجامعة المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
إذًا أربع طرق للتصنيف في الفقه، لا غنى لطالب العلم عنها كلها، بمعنى أنه إن كان الأصل أن ينظر في متون الفقهية، إلا أنه لا بد أن ينظر في الكتب المؤلفة في أصول الفقه من جهة القواعد، ومن جهة ما بني عليها من أحكام، كذلك لا غنى له عن النظر في القواعد الفقهية لأنها تجمع له شتات الفن، وكذلك قد يستوعب ما لم يحفظه من الجزئيات، كما سيأتي في كلام أهل العلم.
فهذه الطرق لا بد أن تكون مجتمعة عند طالب العلم، ينظر أولاً في المتن الفقهي ويضبط متنًا، ثم ينتقل إلى أحاديث الأحكام وهي أدلة الفقه، ثم بعد ذلك ممارسة هذا الفقه من حيث إيصال أو إيجاد ملكة عند الطالب، لأن الفقه قد يكون نظريًّا وهذا حفظ مسائل فقط المجردة مع أدلتها، وقد يكون مقلدًا في النوعين، وقد يكون مقلدًا كذلك في وجه الاستنباط، لكن لا تتكون عنده الملكة الفقهية إلا بممارسة هذا النوع من التصنيف، ثم النظر في القواعد الأصولية وكيف بنيت عليها الفروع والنظر في قواعد الفقهية، وكيف أُخذت منها الفروع، حينئذٍ إذا نظر الطالب في هذه الطرق الأربعة يكون عنده ملكة فقهية، ولا يستعجل لأن هذه لن تأتي ولا تأتي في يوم وليلة، بل ولا في سنين إنما مع العمر.
القواعد الفقهية هذا فن مستقل عند أهل العلم، له حده، وله موضوعه، وله مسائله، وله حكمه الشرعي، وله أهميته، وفوائده المنبنية عليه، ولذلك أحببنا أن نقدم في هذا المجلس ما يتعلق بمقدمة العلم نعرف حقيقة القواعد الفقهية، ثَمَّ مسائل لا بد من التنصيص عليها، وثَمَّ مسائل مشهورة عند من كتب في هذا الفن، لكن الذي أريد من هذه المقدمة أن يكون الطالب على بينة من العلم الذي يقرأ فيه، وهذا من الخلل الذي قد يقع عند بعض الطلاب أنه قد يدرس فنًّا ولا يعرف حده، وموضوعه، وفي أي شيء يبحث. لا بد أن يعرف ما هذا الفن الذي يجلس ويستمع ويقرأ فيه.
فنقول: القواعد الفقهية تعرف باعتبارين هم:
الوصفية، والْعَلَمِيَّة.
يعني: لها تعريفان، تعريف هو باعتبار كونه وصفًا، وتعريف هو باعتبار كونه عَلَمًا، كما مر معنا أن أصول الفقه يُعَرَّفُ من جهتين: من جهة كونه مركبًا تركيبًا إضافيًّا، ومن جهة كونه علمًا ولقبًا على هذا الفن.
أصول الفقه هذا مركب إضافي، ولم يفهم المركب الإضافي إلا بعد فهم مُفْرَدَيْهِ، يعني: المضاف والمضاف إليه، ونعرف معنى أصول لغةً واصطلاحًا، ونعرف كلمة فقه لغةً واصطلاحًا.
القواعد الفقهية هي مركبة، لكنها ليست مركبًا إضافيًّا، وإنما هي مركب توصيفي تقيدي، تُسمى عند أهل اللغة بالمركب التوصيفي أو المركب التقيدي، هما بمعنى واحد، والمراد به الصفة مع موصوفها، فالصفة مع موصوفها تُسمى مركبًا تركيبًا توصيفيًّا، إذا قلت: جَاءَ زَيْدٌ الْعَالِمُ. جَاءَ فعل ماضي، وزَيْدٌ فاعله، والْعَالِمُ هذا نعت صفة، أين المنعوت؟ زيد مع كونه فاعلاً، أين الصفة؟ العالم، إذًا جَاءَ زَيْدٌ الْعَالِمُ هذه جملة فعلية، زَيْدٌ الْعَالِمُ هكذا في الجملة يسمى مركبًا توصيفيًّا، بمعنى أنه موصوف مع صفته، ومنعوت مع نعته.

اسم الکتاب : شرح القواعد والأصول الجامعة المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست