responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
رابعاً: هو علم يُكون لدى دارسه ملكة عقلية وفقهية تمكنه من معرفة المنهج السليم الذي يتوقف عليه الاجتهاد واستنباط الأحكام. وهذا محل وفاق بين أهل العلم، ولذلك ذكر الشوكاني رحمه الله تعالى في الإرشاد أو قبله الغزالي: أن أعظم علوم الاجتهاد يشتمل على ثلاثة فنون: الحديث واللغة وأصول الفقه، وهي مترابطة كما هو معلوم.
وقال الشوكاني رحمه الله تعالى: الشرط الرابع: أن يكون عالماً بعلم أصول الفقه لاشتماله على ما تمس الحاجة إليه، وعليه أن يطول الباع فيه، ويطلع على مختصراته ومطولاته لما تبلغ به طاقته، فإن هذا العلم هو عماد فسطاط الاجتهاد، يعني: يقوم الاجتهاد على فن أصول الفقه.
وأساسه الذي تقوم عليه أركان بنائه، وعليه أن ينظر في كل مسألة نظراً يوصله إلى ما هو الحق فيها، فإنه إذا فعل ذلك تمكن من رد الفروع إلى أصولها بأيسر عمل .. إلى أن قال: وإذا قصر في هذا الفن صعب عليه الرد، وخبط فيه وخلط، يعني: اعتماده يكون على هذا الفن، وهذا محل وفاق بين أهل العلم، وإنما ننبه على هذا لأن ثَمَّ من يُزَهِّد في هذا الفن في هذا العصر الذي تلاطمت فيه الفتاوى وخلط فيه المفتون قبل العوام، ولذلك يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في مختصره الأصول من علم الأصول: فائدته -أي أصول الفقه-: التمكن من حصول قدرة يستطيع بها أي: الفقيه استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها على أسس سليمة، وأول من جمعه كفن مستقل الإمام الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله تعالى، ثم تابعه العلماء في ذلك، فألفوا فيه التآليف المتنوعة ما بين منثور ومنظوم ومختصر ومبسوط، حتى صار فناً مستقلاً له كيانه ومميزاته.
إذاً: من أول العصور إلى عصرنا هذا أجمع أهل العلم على أن أصول الفقه يعتبر أساساً للفقيه، ولا يمكن أن يتفقه في دين الله على جهة الاستقلال وعدم التقليد إلا إذا عرف هذا الفن.
يقول القرافي رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه العظيم الفروق: فإن الشريعة المحمدية -زاد الله تعالى منارها شرفاً- اشتملت على أصول وفروع، وأصولها قسمان؛ أحدهما: المسمى بأصول الفقه، وهو في غالب أمره ليس فيه إلا قواعد الأحكام الناشئة عن الألفاظ العربية خاصة، وما يعرض لتلك الألفاظ من النسخ والترجيح ونحو الأمر للوجوب والنهي للتحريم ... إلى أن قال: وما خرج عن هذا النمط إلا كون القياس حجة وخبر الواحد وصفات المجتهدين.
إذاً: أطبق أهل العلم على هذا القول، وثَمَّ إجماع عمليٌ وكذلك منصوص عليه فيما يتعلق بشرط الاجتهاد: أنه لا بد من العلم بهذا الفن على جهة أصوله.

اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست