اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 11
شرحه المصنف نفسه رحمه الله تعالى في: التحبير في شرح التحرير، وبلغ عدد مصادر الكتاب أربعمائة كتاب، وهذه الأربعمائة ينقل عنها مباشرة أو بواسطة.
قال في مقدمة التحبير: ولما رأيت الطلبة قد أقبلوا عليه واعتنوا به -يعني التحرير- وتوجهوا إليه أحببت أن أعلق عليه شرحاً واضحاً، وهناك شرح التحرير ملخص كتاب التحرير لأبي الفضل أحمد بن علي بن زهرة الحنبلي من علماء القرن التاسع ذكره في المدخل المفصل.
قال: (تَغَمَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِرَحْمَتِهِ) تَغَمَّدَهُ أي: غطاه بها، مأخوذ من غمد السيف، وهو جرابه الذي دخل فيه.
(وَأَسْكَنَهُ فَسِيحَ جَنَّتِهِ) الجنات الفسيحة، أي: واسع جنته، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: الجنة الفسيحة.
(مِمَّا قَدَّمَهُ) من؟ المرداوي؛ لأنه قال: (مُحْتَوٍ عَلَى مَسَائِلِ تَحْرِيرَ الْمَنْقُولِ مِمَّا قَدَّمَهُ)، يعني: منتقى هذا المختصر الكوكب المنير (مِمَّا قَدَّمَهُ) -يعني المرداوي- من الأقوال التي في المسألة، يعني: القول المقدم ما بدأ به، (أَوْ) النوع الثاني (أَوْ) للتنويع (كَانَ عَلَيْهِ الْأَكْثَرُ مِنْ أَصْحَابِنَا) ولو كان مؤخراً، يعني: جمع هذا المختصر الكوكب المنير أو مختصر التحرير جمع ما قدمه المصنف المرداوي وهو مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى، أو ما كان عليه أكثر الأصحاب، وحينئذٍ يكون هذا الكتاب كتاباً مذهبياً، لأنه يتعلق بماذا؟ بمذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى أو ما عليه أكثر أصحابه، وحينئذٍ يضم إلى زاد المستقنع ونحوه من الكتب.
(مِمَّا قَدَّمَهُ أَوْ) للتنويع.
(كَانَ) يعني: القول.
(عَلَيْهِ الْأَكْثَرُ مِنْ أَصْحَابِنَا) وجرى عادة أهل العلم أن يجعلوا بينهم صحبة وملازمة تجمعهم بعد الإسلام والمحبة في الدين هو المذهب، فيطلق هذا اللفظ مراداً به الأصحاب. وإذا كان الأمر كذلك وقد اعتاده أهل العلم فإطلاقه إن لم ينبني عليه محذور شرعي من حيث الانتصار أو التعصب حينئذٍ لا بأس به، وقد قال أصحاب؟؟؟ ابن تيمية رحمه الله تعالى، يعتبر من أنصار اتباع الدليل، كذلك يقول: قال أصحابنا بل يخرج على المذهب، وكذلك الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى.
(أَوْ كَانَ عَلَيْهِ) أي القول.
(الْأَكْثَرُ مِنْ أَصْحَابِنَا) ولو كان مؤخراً.
(دُونَ الْأَقْوَالِ) يعني: دون ذكر بقية الأقوال، حذف الأقوال، فلا أذكرها.
(خَالٍ مِنْ قَوْلٍ ثَانٍ) هذه ميزة ثانية، (خَالٍ) هذا المختصر (مِنْ قَوْلٍ ثَانٍ إلَّا لِفَائِدَةٍ تَزِيدُ عَلَى مَعْرِفَةِ الْخِلَافِ) يعني: لا ليعلم أن في المسألة خلافاً فقط، وإنما لفائدة قد يأتي ذكرها في محلها.
إذاً: الصفة الثانية التي تميز بها مختصر التحرير هو: خلوه من الأقوال التي لا تمس مذهب الحنابلة لا من قريب ولا من بعيد، بمعنى: أن ما لم يكن مقدماً في التحرير أو عليه الأكثر من أصحاب الإمام أحمد رحمه الله تعالى فلا يذكره، فإن ذكر قولاً فلا تعترض عليه، حينئذٍ ذكره لماذا؟ لفائدة زائدة على مجرد معرفة الخلاف في المسألة.
(خَالٍ مِنْ قَوْلٍ ثَانٍ) أذكره فيه إلا، يعني: من قول أذكره لفائدة تزيد، أي: زائدة.
اسم الکتاب : شرح مختصر التحرير للفتوحي المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 11