وقد كانت بين الاثنين مشاقة، ساق الخطيب البغدادي بعض خبرها عن الحافظ أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني، الذي توسط بينهما[1].
وقد ذكر أبو نعيم بن عدي أن هذه الخصومة قد استمرت بينهما حتى خرج كل واحد منهما إلى حد الخشونة والوقيعة في صاحبه، وقد ساق أبو نعيم فصلا طويلا ذكر فيه ما أخذ كل واحد منهما على الآخر، وأن هذه الخصومة قد استمرت إلى ما بعد سنة تسعين ومائتين، إلى أن قال: والذي يظهر لي أن الصواب الإمساك عن القبول من كل واحد منهما في صاحبه.
وليس في القصة ما هو بين في التكذيب، فعلى هذا لا يعتد بقول مطين لأنهما كوفيان، ومن عصر واحد، وخلاف الأقران لا يعتد به.
وقد نقل ابن عقدة[2] تكذيب محمد بن عثمان عن تسعة من علماء الحديث المشهورين حيث قال: سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول: محمد بن عثمان كذاب، أخذ كتب ابن عبدوس الرازي، مازلنا نعرفه بالكذب. [1] انظر:"تاريخ بغداد": (3/ 43- 46) . [2] هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة الكوفي كان أبوه يلقب بعقدة، ولد سنة تسع وأربعين ومائتين، شيعي متوسط، ضعفه غير واحد، وقواه آخرون، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. انظر:"ميزان الاعتدال": (1/ 136- 137) .