وبناء على المسلك الثاني الذي سلكه هؤلاء المعطلة من تأويل تلك النصوص، فقد تعددت أقوالهم واختلفت في المعنى الذي يجب أن يؤول إليه لفظ الاستواء الوارد في الآيات إلى عدة أقوال- منها:
القول الأول:
من هؤلاء المعطلة من يؤول معنى الاستواء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} على الاستيلاء، والقهر، والغلبة.
وهذا القول يذهب إليه كثير من الجهمية[1]، والمعتزلة[2]، والحرورية[3]، وكثير من متأخري الأشاعرة[4]، كسيف الدين الآمدي[5]، وأبي حامد الغزالي[6]، والبغدادي[7]، وغيرهم.
وقد استدل هؤلاء المعطلة على صحة زعمهم هذا بأن هذا التأويل الذي هو تأويل الاستواء بالاستيلاء هو أمر مشهور في لغة العرب، ومن ذلك قول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ولا دم مهراق [1] انظر: "مجموع الفتاوى": (5/ 96) ، و"مختصر الصواعق": (2/ 144) .
2 "متشابه القرآن" للقاضي عبد الجبار: (11/ 73، 351) . [3] انظر: "مجموع الفتاوى": (5/ 96) ، "مختصر الصواعق": (2/ 144) . [4] انظر: "تحفة المريد على شرح جوهرة التوحيد": ص 54. [5] انظر: "غاية المرام": ص 141. [6] انظر: "الاقتصاد في الاعتقاد": ص 104.
7 "شرح الأصول الخمسة": ص 221.