وقال الآخر:
هما استويا بفضلهما جميعا ... على عرش الملوك بغير زور
وقال الآخر:
فلما علونا واستوينا عليهم ... تركناهم صرعى لنسر كاسر
وقد ذكر عمر بن عبد البر- رحمه الله تعالى- أن بعضهم قد احتج بما رواه عبد الله بن داود الواسطي عن إبراهيم بن عبد الصمد عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال: استولى على جميع بريته فلا يخلو منه مكان[1].
ومن هؤلاء المعطلة من يبقي كلمة العرش الواردة في الآية على معناها الحقيقي الثابت، ويقول إنما خصص العرش بالذكر من بين جميع المخلوقات لكونه أعظم المخلوقات، وأرفعها، وأوسعها، فخصص بالذكر تنبيها على ما دونه.
ومنهم من يؤول العرش الوارد في الآية بمعنى: الملك[2]، ويزعم
1 "التمهيد": (7/ 231) . وقد أجاب ابن عبد البر على استدلالهم هذا بقوله: "إن هذا الحديث منكر على ابن عباس- رضي الله عنهما-، ونقلته مجهولون وضعفاء، فأما عبد الله ابن داود الواسطي وعبد الوهاب بن مجاهد فضعيفان، وإبراهيم بن عبد الصمد مجهول لا يعرف وهم لا يقبلون أخبار الآحاد العدول، فكيف يسوغ لهم الاحتجاج بمثل هذا الحديث لو عقلوا وأنصفوا" اهـ. [2] انظر: "شرح الأصول الخمسة": ص 226، "تفسير الرازي": (14/ 15) ، 9 "أصول الدين" للبغدادي: ص 112.