ويجلس عليه، فهذا يدل على أن الكرسي عظيم، دونه السموات والأرض"[1].
وقال ثعلب: "الكرسي: ما تعرفه العرب من كراسي الملوك"[2].
ومن هذا كله يتبين لنا مدى صحة هذا القول، وموافقته للكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة، ومطابقته لما جاء في لغة العرب، وأما الأقوال الأخرى فهي أقوال باطلة، ومخالفة لما عليه جمهور أهل السنة من سلف الأمة وخلفها.
وأما ما استدل به أهل القول الأول من قول ابن عباس فهو غير صحيح، كما بيناه في تخريجه، والصحيح عن ابن عباس هو قوله: "الكرسي موضع القدمين ... "، وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها.
وأما القول الثاني أن الكرسي هو العرش نفسه، فلم يثبت عن الحسن البصري، لأن في إسناده جويبر وهو متفق على ضعفه، وقال فيه الحافظ ابن حجر: "ضعيف جدا".
وقال ابن كثير: "رواه ابن جرير من طريق جويبر، وهو ضعيف، وهذا لا يصح عن الحسن، بل الصحيح عنه وعن غيره من الصحابة والتابعين أنه غيره"[3].
1 "تهذيب اللغة": (10/53) .
2 "تهذيب اللغة": (10/35) .
3 "البداية والنهاية": (1/ 13) .