أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى أَن يُسافَرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مَخافةَ أَن ينالَهُ العدوُّ [1].
كرهَ أبو حنيفةَ أَن يُسافرَ الإنسانُ بالمُصحفِ إلى أرضِ العدوِّ وهو مُنفردٌ أو في صُحبتِه جَريدةُ خيلٍ، لأنَّه يخافُ أَن يَقعَ المُصحفُ في أَيدي الكفارِ فيَستخفِّونَ به، فأمَّا إذا كانَ مَع جيشٍ عظيمٍ فلا بأسَ به، ولا بأسَ بمُسافرةِ الواحدِ والاثنَينِ بالآيةِ والآيتَينِ إلى أرضِ الحربِ.
والمعنيُّ بالسفرِ بالقرآنِ المُصحفُ، وسُميَ المُصحفُ قُرآناً باعتبارِ أنَّ القرآنَ مَكتوبٌ فيه.
26 - أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ أبي بكرٍ السَّنَويُّ بأصبهانَ: أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ بُندارٍ: أخبرنا أبي: حدثنا زيدُ بنُ رِفاعةَ الهاشميُّ قالَ: أخبَرني أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ مقسمٍ القطانُ [2]: حدثنا القاضي أبو عبدِ اللهِ الضبيُّ قالَ: حدثني يوسفُ بنُ موسى: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ الطَّنافسيُّ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن الزُّهريِّ، عن نافعِ / بنِ جُبيرِ بنِ مُطعمٍ، عن أبيه قالَ:
حضرَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم والنابغةُ يُنشدُه حتى انتَهى إلى قولِهِ:
أَتيتُ رسولَ اللهِ إذ جاءَ بالهُدى ... ويَتلو كتاباً واضحَ الحقِّ نيِّرا [1] هو في «جزء الأشناني» (2).
وأخرجه البخاري (2990)، ومسلم (1869) من طريق نافع به. ويأتي (314). [2] هكذا في الأصل، وعليها علامة تضبيب.
وفي طبقته: أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقرئ العطار، كذبوه، والوارد في إسنادنا كنيته أبو بكر.
وأعلى منه بدرجة: أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مقسم العطار المقرئ. والله أعلم.