قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: قيلَ في تفسيرِ هذه الآيةِ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى / وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} هو أبو بكرٍ الصديقُ رضي اللهُ عنه، لمَّا بذَلَ أربَعينَ نخلةً في مقابلةِ نخلةٍ كانتْ فروعُها في دارِ رَجلٍ فقيرٍ له عيالٌ وصبيانٌ، وكانُوا يلقُطونَ ما يَسقطُ مِن الفروعِ، فَيأتي صاحبُ النخلةِ فيأخُذُ ذلكَ مِنهم، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ لصاحبِ النخلةِ: «هل تُعطني نخلتَكَ المائلةَ التي فروعُها في دارِ فلانٍ، ولكَ بها نخلةٌ في الجنةِ؟»، فاعتذَرَ بأعذارٍ، فلقيَه أبو بكرٍ فامتنَعَ، ثم أجابَ إلى ذلكَ، فسامَها مِنه، فأَعطاهُ أربعينَ نخلةً، وصارَت النخلةُ لصاحبِ العيالِ، فنَزلتْ هذه الآيةُ في ذلكَ [1].
وقيلَ: أَعتقَ أبو بكرٍ عَبيداً له ضِعافاً، فقالَ له أبو قُحافةَ: يا بُنيَّ، أراكَ تُعتقُ رِقاباً ضِعافاً، فلو أنَّكَ إذ فعلتَ أَعتقتَ رِجالاً جِلاداً يَمنعونَكَ، فنَزلت الآيةُ فيه [2]. [1] لم أهتد إلى مستند المصنف في ذكر أبي بكر الصديق في هذه القصة، فالقصة التي ذكرها هي اختصار لحديث ابن عباس عند ابن أبي حاتم في «تفسيره» (كما في تفسير ابن كثير 4/ 555)، والترقفي في «جزئه» (47)، والواحدي في «أسباب النزول» (441) بإسناد ضعيف، وقال ابن كثير: حديث غريب جداً.
لكن ليس فيه ذكر لأبي بكر الصديق، بل فيه: .. فتبعه رجل كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صاحب النخلة .. .
بل في بعض طبعات «أسباب النزول» للواحدي: فلقي رجلاً هو ابن الدحداح كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا مذكور في رواية أخرى للقصة بسياق آخر في «الغوامض» لابن بشكوال (ص 626)، و «أسد الغابة» (2/ 458) وفيها نزول الآيات.
وقصة شراء نخلة بنخلة في الجنة مشهورة بأبي الدحداح، دون نزول هذه الآيات. والله أعلم. [2] أخرجه عبد الله بن أحمد في «فضائل الصحابة» (66) عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن بعض أهله. وانظر تمام تخريجه فيه.